بقلم :أحمد الشيخ
في سُكونِ اللّيلِ، حيثُ تَرْقُصُ الظِّلالُ على الجُدرانِ، يَأتي الخَوفُ طارقًا بابَ قَلبِكِ، كأُنْشُودةٍ مَنسِيّةٍ من زمنٍ بعيد.
أتمنّى أن تَجِدي في أعماقكِ النُّورَ الكافي لِتُواجهي هذا الزَّائِرَ المُرْتَبِك، وألّا تَدَعيهُ يَنسُجُ عَليكِ أَكْفانَ الضُّعْفِ.
لكن…
هَل سَتَسْتَطيعين الهُروبَ من ظِلالٍ تُطارِدهُ كَما تُطارِدكِ؟
أم سيكون الخوفُ هو السّيدُ، والآمرُ، والمَسِيطِر؟
انتَظِري…
فالظَّلامُ يَتَحَرّكُ ببطءٍ كَسِرٍّ يُوشِكُ أن يُفْصَحَ عنه،
وستَسْمَعين هَمْسًا خَفِيًّا يُداعبُ أُذُنَكِ كأنَّه لَفْحُ رِيحٍ من عالمٍ آخر:
“ماذا ستَفعلين؟
أَتَتَجمّدين كَتمثالٍ من قَلَق؟
أم تُشْهِرين في وجهِ الرُّعْبِ شجاعةً ناعمةً كَأنفاسِكِ؟”
انتَظِري…
فاللّحظةُ الآتيةُ ليست عابرة،
بل مِفْتَاحُ كَوْنٍ يُعادُ تشكيلُهُ في ظِلِّ نَبْضِكِ.