كتبت.. دارين محمود
يُعد مسجد الكريستال في ماليزيا، أو كما يُعرف بـ”المسجد البلوري”، إحدى أروع وأجمل العجائب المعمارية الإسلامية الحديثة في العالم. لا يقتصر دوره على كونه مكاناً للعبادة فحسب، بل هو تحفة فنية تجذب آلاف الزوار من شتى بقاع الأرض، لجمال تصميمه الفريد وموقعه الساحر.
نبذة عن المسجد وموقعه:
يقع المسجد في مدينة كوالا ترينغانو، وتحديداً في حديقة التراث الإسلامي على جزيرة “وان مان”. تم تشييده بأمر من السلطان ميزان زين العابدين في عام 2006، وافتتح رسمياً في 8 فبراير 2008. استغرق بناء المسجد عامين كاملين، ليتحول حُلماً معمارياً إلى حقيقة ملموسة.
التصميم الفريد والمواد المستخدمة:
ما يميز مسجد الكريستال هو تصميمه الذي يبتعد عن الطابع التقليدي للمساجد، حيث تم بناؤه من هيكل معدني صلب مغطى بالكريستال والزجاج والفولاذ. هذا المزيج من المواد يمنحه مظهراً لامعاً ومتلألئاً، خاصة عندما تلامس أشعة الشمس قبابه ومآذنه. في النهار، يبدو المسجد كقطعة ألماس ثمينة تلمع وسط المياه، وفي الليل، يتحول إلى لوحة فنية مضيئة، حيث تضيء كشافات بألوان مختلفة (الوردي والأخضر والأزرق) قبابه، مما يخلق مشهداً ساحراً لا يُنسى.
مميزات أخرى للمسجد:
* مركز ثقافي وحضاري: يعتبر المسجد جزءاً من حديقة التراث الإسلامي، التي تضم مجسمات مصغرة لأشهر المساجد في العالم، مثل مسجد قبة الصخرة في القدس ومسجد تاج محل في الهند. هذا الجانب يعزز من مكانة المسجد كمركز ثقافي وتوعوي يعرّف الزوار على التراث الإسلامي العريق.
* التكنولوجيا الحديثة: يُعرف المسجد بأنه أول مسجد “ذكي” في ماليزيا. فهو مزود بتقنية “واي فاي” وشبكة إنترنت، مما يتيح للزوار الاتصال بالشبكة وتحميل تطبيقات إلكترونية للقرآن الكريم والكتب الدينية. هذا الدمج بين العمارة الإسلامية والتكنولوجيا الحديثة يجعله معلماً فريداً من نوعه.
* ثريات كريستالية ضخمة: يزين قاعة الصلاة الرئيسية ثريات ضخمة مصنوعة من الكريستال، تزيد من جمال المكان وفخامته. كما أن الأبواب والزجاج مزينة بنقوش وآيات قرآنية محفورة بشكل فني بديع.
يُعد مسجد الكريستال اليوم وجهة سياحية رئيسية في ماليزيا، ورمزاً للجمال المعماري الذي يمزج بين الأصالة والحداثة. إنه ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو رسالة فنية وحضارية تعكس غنى التراث الإسلامي وقدرته على التكيف مع متطلبات العصر الحديث.