نجده محمد رضا
في خطوة استراتيجية تعكس عمق العلاقات بين مصر والإمارات، أعلن “معهد الابتكار التكنولوجي” في أبوظبي بالتعاون مع شركة إنفيديا العالمية عن إطلاق أول مختبر ذكي للذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية، وذلك بمشاركة خبراء وباحثين مصريين، في إطار شراكة تهدف إلى دفع عجلة التطور التكنولوجي وتعزيز مكانة العالم العربي في مجال الثورة الرقمية.
المختبر الجديد لا يقتصر دوره على تطوير البرمجيات الذكية فقط، بل يتوسع ليشمل الروبوتات المتحركة، والأذرع الآلية، وأنظمة الرؤية الحاسوبية، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاعات حساسة مثل التعليم، الصحة، والنقل.
من المنتظر أن يُحدث هذا المشروع نقلة نوعية في تدريب الكوادر العربية وتأهيلها لسوق العمل العالمي الذي يزداد اعتمادًا على الأنظمة الذكية.
وأكد خبراء مشاركون أن مصر، بما تمتلكه من طاقة بشرية شابة ومواهب علمية، ستكون شريكًا محوريًا في هذا المشروع، حيث تسعى للاستفادة من الخبرات الإماراتية والدعم التقني المقدم من إنفيديا لتطوير منصات ابتكار محلية قادرة على إنتاج حلول تقنية تنافس عالميًا.
ويأتي هذا التعاون في وقت يشهد فيه العالم سباقًا محمومًا نحو السيطرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
فبينما تتسابق الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة على امتلاك أحدث الخوارزميات، يفتح المشروع المصري الإماراتي الباب أمام المنطقة العربية لتصبح مركزًا إقليميًا للبحث والتطوير، بدلاً من الاكتفاء بدور المستهلك للتكنولوجيا.
كما يُنتظر أن يسهم المختبر في جذب استثمارات جديدة، وخلق فرص عمل متقدمة للشباب، ودعم الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا الفائقة.
وتؤكد المؤشرات أن هذا المشروع يمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون العربي في المجالات المستقبلية، ويعيد رسم صورة المنطقة كلاعب فاعل في الثورة الصناعية الرابعة.
المختبر الذكي للذكاء الاصطناعي بين مصر وأبوظبي ليس مجرد مشروع تقني، بل هو رسالة بأن العرب قادرون على دخول سباق المستقبل بثقة وشراكة حقيقية، بعيدًا عن التبعية التكنولوجية.