كتبت ـ مها سمير
في حادث يُصنف رسميًا إرهابياً، تعرض الكنيس اليهودي Heaton Park Hebrew Congregation في حي Crumpsall بمدينة مانشستر (شمال إنجلترا) لهجوم صباح اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين، حسبما أفادت الشرطة البريطانية ووكالات الأنباء.
تم استدعاء الشرطة في الساعة 9:31 صباحًا بتوقيت بريطانيا (BST) بعد ورود تقارير تفيد بقيام سيارة بصدم المارة، تلتها هجمات بسكين قرب مدخل الكنيس أثناء تجمع المصلين.
بحلول الساعة 9:38، أطلقت قوات الأسلحة النارية التابعة لشرطة مانشستر النار على المشتبه به وقتلته.
من بين الضحايا، قُتل شخصان داخليًا، بينما يُعتقد أن المهاجم نفسه لقي حتفه على يد الشرطة — مع تأخير في تأكيد مقتله بسبب مخاوف بشأن احتمال وجود متفجرات بحوزته.
كما تم إيقاف شخصين إضافيين على صلة بالحادث، في إطار التحقيقات اللاحقة.
أُعلِن الحادث رسميًا كـ “حادث إرهابي” من قِبل الشرطة البريطانية، وهي تسعى الآن للتحقيق في دوافعه واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة.
تم تفعيل “عملية Plato” — رمز يُستخدم في بريطانيا للاشتباكات الإرهابية المتعددة — وعُززت دوريات الشرطة حول أماكن العبادة اليهودية في لندن ومدن أخرى.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أجرى عودته من اجتماع دولي إلى البلاد لتنسيق رد حكومي عاجل، وأكد نشر قوات إضافية لحماية الجاليات اليهودية.
كما تعهد العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث وزوجته بالوقوف إلى جانب الضحايا والجالية اليهودية وضمان دعم الدولة الكامل.
وقع الهجوم خلال “يوم الغفران” (Yom Kippur)، وهو أقدس أيام السنة لدى اليهود، حيث تتوجه الأنظار إلى الطقوس والصلوات والتوبة.
كون الهجوم نفّذ في هذا اليوم، فقد زاد الشعور بالغضب والاستنكار في الوسط اليهودي والمجتمعي عموماً، خاصة وأن أماكن العبادة تُعتبر ملاذًا للسلام والتأمل.
شُهدت إدانات واسعة على المستويات السياسية والدينية، مع دعوات لمزيد من الجهود لمكافحة معاداة السامية في أوروبا.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نشر تدوينة تضامنية، مؤكدًا أن بلاده تقف إلى جانب المجتمع اليهودي والشعب البريطاني في مواجهة الإرهاب والكراهية.
من جهتها، قالت منظمات مثل Community Security Trust إن هذا الهجوم يأتي في وقت تشهد فيه بريطانيا ارتفاعًا ملحوظًا في حالات معاداة السامية.
