د. إيمان بشير ابوكبدة
أفادت تقارير إخبارية بتدهور الحالة الصحية لـ هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، مما استدعى نقله من سجنه في لبنان إلى المستشفى. ويأتي هذا النقل إثر ارتفاع معدل كريات الدم البيضاء وظهور أعراض تشير إلى إصابته بالتهاب في الكبد. وقد خضع القذافي لمراقبة طبية دقيقة في المستشفى لمدة 48 ساعة.
ويُحتجز هانيبال القذافي في لبنان منذ عام 2015، حيث اتُهم بـ كتم معلومات حول مصير رجل الدين الشيعي اللبناني الإمام موسى الصدر ورفيقيه، الذين اختفوا في ليبيا عام 1978. ويؤكد محاموه وعائلته أنه لم يكن سوى طفل صغير حين وقوع الحادث، وأنه رهينة سياسية، مشيرين إلى عدم توجيه تهم رسمية إليه أو محاكمته حتى الآن.
الأوضاع الصحية والاحتجاجات
إن تدهور صحة القذافي ليس حدثاً معزولاً، فقد جاء بعد فترات متكررة من الإضراب عن الطعام قام بها احتجاجاً على استمرار اعتقاله دون محاكمة. وكانت مصادر قد أشارت في أوقات سابقة إلى نقله للمستشفى بسبب تدهور حالته الصحية نتيجة الإضراب، حيث عانى من انخفاض حاد في سكر الدم ومشاكل صحية أخرى. ويؤكد هذا النقل الأخير المخاوف المتزايدة بشأن سلامته الجسدية في ظل استمرار احتجازه.
مطالب الإفراج والتعقيدات السياسية
لقد أثارت قضية احتجاز هانيبال القذافي جدلاً واسعاً وتعقيدات سياسية وقانونية بين ليبيا ولبنان. وقد طالبت السلطات القضائية الليبية في السابق بالإفراج عنه، مشددة على ضرورة إنهاء احتجازه غير المبرر أو تسليمه لليبيا.
وتظل قضيته نقطة توتر وحساسية بالغة في لبنان، خصوصاً لدى الطائفة الشيعية التي تعتبر ملف الإمام الصدر قضية وطنية لا يمكن التنازل عنها. ومع استمرار احتجاز نجل القذافي وتدهور حالته الصحية، يزداد الضغط على السلطات اللبنانية لإيجاد حل قضائي لهذه القضية التي طال أمدها، بما يضمن حقوق المحتجز وسلامته الصحية والإنسانية.
