كتبت /نجده محمد رضا
من بين كل نجوم كرة القدم في العالم، يبقى اسم كيليان مبابي علامة مميزة في عالم السرعة، المهارة، والطموح الذي لا حدود له. فهو اللاعب الذي وُلد ليصنع التاريخ، ويمتلك شخصية ميدانية لا تعرف الخوف، جعلت منه أحد أعظم المواهب التي أنجبتها فرنسا في القرن الحادي والعشرين.
البدايات حلم طفل من الضاحية
وُلد كيليان مبابي في 20 ديسمبر 1998 بمدينة بوندي في ضواحي باريس، لأب كاميروني وأم جزائرية الأصل.
نشأ في بيئة كروية خالصة، حيث كان والده مدربًا لكرة القدم ووالدته لاعبة كرة يد، فكان من الطبيعي أن يولد بداخله شغف المنافسة وروح الانتصار.
بدأ مبابي مشواره في أكاديمية نادي كليرفونتين، التي خرجت منها أساطير فرنسا، قبل أن يخطف أنظار العالم وهو في عمر 16 عامًا فقط مع نادي موناكو، عندما قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الفرنسي موسم 2016-2017.
محطة باريس سان جيرمان المجد المحلي والطموح الأوروبي
في عام 2017، انتقل مبابي إلى باريس سان جيرمان في صفقة ضخمة تجاوزت 180 مليون يورو، ليصبح أحد أغلى اللاعبين في التاريخ.
مع باريس، لم يتوقف عن تحطيم الأرقام القياسية؛ فقد أصبح الهداف التاريخي للنادي، وتوج بعشرات البطولات المحلية، منها الدوري الفرنسي وكأس فرنسا وكأس السوبر.
لكن الحلم الأكبر ظل يراوده التتويج بدوري أبطال أوروبا، البطولة التي ما زال يطاردها بكل شغف، رغم اقترابه منها في موسم 2020 عندما وصل فريقه للنهائي أمام بايرن ميونخ.
قائد فرنسا أسطورة تُكتب بحروف من ذهب
على الصعيد الدولي، يعيش مبابي واحدة من أنجح المسيرات في تاريخ المنتخب الفرنسي.
فقد قاد منتخب الديوك للتتويج بكأس العالم 2018 في روسيا، وكان عمره وقتها 19 عامًا فقط، مسجلاً 4 أهداف، منها هدف رائع في النهائي أمام كرواتيا.
وفي مونديال قطر 2022، كتب فصلاً جديدًا من المجد، عندما سجل هاتريك تاريخي في النهائي أمام الأرجنتين، ليصبح أول لاعب يحقق ذلك منذ الأسطورة بيليه، رغم خسارة فرنسا بركلات الترجيح.
من باريس إلى مدريد خطوة نحو المجد الأبدي
في صيف 2024، أعلن مبابي انتقاله المنتظر إلى ريال مدريد، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته مع النادي الملكي الذي طالما حلم بارتداء قميصه.
الصفقة كانت بمثابة “زلزال كروي”، إذ يراه الجمهور الوريث الشرعي لعرش كريستيانو رونالدو، والقطعة الناقصة في مشروع مدريد الجديد.
ما وراء الموهبة قائد بالفطرة
يمتلك مبابي شخصية قيادية نادرة، فهو لا يكتفي بالأداء داخل الملعب، بل يدافع عن حقوق زملائه، ويشارك في القضايا الإنسانية، ويُعتبر قدوة لجيل كامل من الشباب الفرنسيين.
قال عنه زميله السابق نيمار: “مبابي لا يلعب الكرة فقط، هو يكتب التاريخ في كل لمسة.”
أرقام قياسية لا تُنسى
أصغر لاعب يسجل في نهائي كأس العالم منذ بيليه (1958).
أكثر من 300 هدف في مسيرته الاحترافية قبل بلوغه 26 عامًا.
هداف الدوري الفرنسي 6 مرات متتالية.
أكثر لاعب فرنسي تسجيلًا في بطولات كأس العالم.
كيليان مبابي ليس مجرد نجم كرة قدم، بل هو ظاهرة إنسانية ورياضية جمعت بين السرعة الخارقة والعقل الهادئ والطموح اللامحدود.
وربما لا نبالغ إذا قلنا إننا أمام أسطورة تُكتب الآن، ولا تزال صفحاتها مفتوحة لتسجيل المزيد من الإنجازات التي ستخلّد اسمه في تاريخ الكرة العالمية.
