كتبت ـ مها سمير
في يومه التاسع والسبعين والعشرين من الصراع المستمر، واصلت إسرائيل عمليّاتها العسكرية في قطاع غزة، في موقف متناقض مع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف فوري لإطلاق النار، عقب ما أعلنته حركة حماس من موافقتها على بعض بنود خطة أميركية لتبادل الرهائن ووقف التصعيد.
ساعات قليلة بعد دعوة ترامب لـ«التوقف الفوري عن القصف» من أجل الإتاحة لإطلاق الرهائن، استُأنفت الغارات على قطاع غزة، مع قصف دبابات إسرائيلية شارعت في ضرب شارع رئيسي وسط مدينة غزة، حسب روايات شهود محليين. كما استُهدفت منازل في حي الرمل، دون تأكيد رسمي فوري لأعداد الضحايا.
في جنوب القطاع، شهدت مناطق في خان يونس ضربات جوية إضافية، دون ورود تقارير فورية عن خسائر بشرية.
مصادر طبية في غزة أفادت بأن 21 شخصًا قُتلوا جراء قصف في حي الطفح شرقي المدينة، بينما نجت الطواقم من استخراج أكثر من 15 شخصًا من تحت الأنقاض في مواقع غربية.
موقف إسرائيل الرسمي: تغيير جزئي أم تكتيكي؟
ردًّا على استجابة حماس الجزئية لخطة ترامب، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل “جاهزة للتنفيذ الفوري” للمرحلة الأولى من هذه الخطة، والتي تركز على إطلاق الرهائن.
من جهته، أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، القوات بالاستعداد لبدء الخطة، دون تأكيد ما إذا كان هذا الاستعداد يعني خفضًا فعليًا في وتيرة العمليات القتالية.
وسُربت تقارير تُفيد بأن القيادة السياسية أعطت توجيهات لتقليص النشاط الهجومي في غزة، لكن التحوّل الكامل إلى وضع دفاعي لم يُعتمد بعد رسميًا.
إلى ذلك، تشير تقارير إسرائيلية إلى أن إطلاق سراح الرهائن قد يحصل “في غضون أيام”، إذا نجحت المفاوضات التي ستقام في مصر بحضور ممثلين عن الأطراف المعنية.
تقييم الردّ الفلسطيني والدولي
حماس أكّدت موافقتها على بعض بنود خطة ترامب، لا سيّما إطلاق الرهائن، مع الإبقاء على محاور التفاوض بشأن الانسحاب الإسرائيلي ودورها المستقبلي.
إضافة إلى ذلك، أعلنت فصائل مثل الجهاد الإسلامي دعمها لردّ حماس، مما قد يُسهم في دفع المفاوضات نحو خطوات ملموسة.
من جهتها، دعت دول ومنظمات دولية لإيقاف فوري للقتال، ولتسريع عملية إطلاق الرهائن وتسهيل وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة.
