د.نادي شلقامي
بينما تتجه الأنظار نحو القاهرة اليوم الأحد لبدء جولة مفاوضات حاسمة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، هزّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الساحة السياسية بإعلان ليلي مثير: إسرائيل وافقت على خط الانسحاب الأولي من القطاع.
هذا الإعلان، الذي نُشر على منصة “تروث سوشيال”، ألقى بثقله على طاولة المفاوضات، حيث ربط ترامب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فوراً بموافقة حركة حماس على خطة محددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي. وبكلمات مباشرة، صرّح ترامب: “عندما تؤكد حماس، سيكون وقف إطلاق النار ساري المفعول فورا، وسيبدأ تبادل الرهائن والأسرى، وسنخلق الظروف للمرحلة التالية من الانسحاب”.
هكذا، يضع ترامب مفتاح السلام والانسحاب الإسرائيلي مباشرة في يد حماس، محولاً المفاوضات المرتقبة إلى سباق ضد الزمن لإقرار صفقة قد تعيد رسم خريطة الصراع في غزة.
ما هو مسار الإنسحاب؟
فيما بينت الخريطة المرفقة لخط الانسحاب الأولي إبقاء منطقة رفح وبيت حانون ومحور فيلادلفي تحت سيطرة القوات الإسرائيلية
وأوضح الخط الأصفر في تلك الخريطة المرحلة الأولى من الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي، والتي يتوقع أن ينسحب إثرها الجيش الإسرائيلي، من شمال غزة حتى مشارف رفح، بالتزامن مع الإفراج عن الرهائن والجثامين.
وسيبدأ مسار الانسحاب من بيت حانون في شمال غزة، ليمر عبر بيت لاهيا، ومدينة غزة، والبريج، ودير البلح، وخان يونس، خزاعة، على أن ينتهي عند رفح في جنوب القطاع.
إذا سيتم التنفيذ بشكل طولي من الشمال إلى الجنوب، مرورًا بالمراكز السكانية الرئيسية في القطاع.
لا جدول زمني
يذكر أن خطة السلام التي كشف عنها الرئيس الأميركي قبل نحو أسبوع لم تحدد طريقاً ملموساً أو جدولاً زمنياً محدداً للانسحاب.
لكنها ذكرت أن القوات الإسرائيلية ستنسحب إلى خط متفق عليه لتسهيل إطلاق سراح الأسرى، وستعلق جميع العمليات العسكرية حتى يتم استيفاء شروط الانسحاب الكامل والتدريجي.
وقبل إعلان ترامب، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش سيعيد التمركز، لكنه سيستمر في السيطرة على المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية داخل غزة. وشدد على أنه سيجري نزع سلاح حماس وتجريد القطاع من السلاح، إما دبلوماسيا بما يتفق مع خطة ترامب أو عن طريق العمل العسكري.
كما كرر أمس في كلمة متلفزة وجهها إلى الإسرائيليين أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في عمق قطاع غزة.
بالتزامن كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة أن “مسؤولين إسرائيليين نقلوا رسالة إلى واشنطن تحوي تفاصيل خطة تتضمن بقاء الجيش الإسرائيلي في منطقة عازلة داخل حدود القطاع (لم تحدد عمقها أو مساحتها)، ومحور فيلادلفي على الحدود مع مصر، ومنطقة تلة الـ70″، المعروفة محلياً باسم “تلة المنطار”،والتي تقع شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة وترتفع نحو 70 متراً فوق سطح البحر وتمنح سيطرة نارية وبصرية على مساحات واسعة من شمال القطاع بما فيها مدينة غزة وبلدة ومخيم جباليا، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
إلى ذلك، أكد نتنياهو توجه وفد إسرائيلي إلى مصر لمناقشة بقية التفاصيل. وقال “أصدرت توجيهاتي للوفد المفاوض من أجل التوجه إلى مصر لإنجاز التفاصيل التقنية”، مبدياً عزمه على أن “تقتصر المفاوضات على بضعة أيام”، من دون أن يحدد موعد بدئها. وكان مسؤول في البيت الأبيض أعلن أمس أن صهر ترامب جاريد كوشنر ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف توجها إلى القاهرة للبحث في الإفراج عن الأسرى.
بدورها كشفت مصادر مصرية أن مباحثات غير مباشرة ستعقد بين حماس وإسرائيل الأحد والاثنين.
