د. إيمان بشير ابوكبدة
دخل الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه الثاني يوم الأربعاء، وسط جمود تام بين الإدارة والكونغرس بشأن التمويل الفيدرالي، ودون أي مؤشرات واضحة على قرب نهاية الأزمة.
تفاقمت الأزمة بتصعيد جديد من الرئيس دونالد ترامب الذي هدد علناً بـتسريح جماعي للموظفين الفيدراليين ورفض دفع الرواتب المتأخرة للذين يظلون في وظائفهم الأساسية. وتُعد هذه الخطوة تراجعاً عن السياسة المتبعة منذ فترة طويلة وحتى عن قانون كان قد وقعه ترامب نفسه بعد إغلاق عام 2019، مما أثار جدلاً قانونياً واسعاً وغضباً بين الديمقراطيين. وقد ذكر مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض أن الكونغرس هو من يجب عليه توفير ميزانية الأجور المتأخرة.
في المقابل، يسيطر الجمود على مبنى الكابيتول هيل. فبينما يصر الجمهوريون، الذين يسيطرون على الكونغرس، على أن لهم اليد العليا سياسياً، يقابلهم الديمقراطيون بإصرار على مطالبهم بتمويل عاجل لدعم التأمين الصحي كجزء من أي خطة لإنهاء الإغلاق، ويحملون ترامب مسؤولية الأزمة.
وشهد مجلس الشيوخ محاولات فاشلة للتصويت على خطط لإعادة فتح الحكومة، في حين لا توجد أي مفاوضات رسمية معلنة بين الإدارة والديمقراطيين. ودعا السيناتور المستقل بيرني ساندرز إلى ضرورة التفاوض للوصول إلى حل.
وعلى الرغم من إشارة ترامب في وقت سابق إلى انفتاحه على التفاوض بشأن دعم الرعاية الصحية، إلا أنه سرعان ما غير موقفه مطالباً بإعادة فتح الحكومة أولاً. ويبدو أن تهديد الإدارة بوقف دفع الرواتب المتأخرة يُستخدم كوسيلة ضغط إضافية على أعضاء الكونغرس لإنهاء الإغلاق الذي يضر بحوالي 750 ألف موظف فيدرالي تم تسريحهم مؤقتاً.
