الرياضة

“فلورنتينو بيريز: مهندس النهضة الحديثة لريال مدريد

 

مازن السيد

فلورنتينو بيريز هو أحد أبرز الشخصيات في تاريخ كرة القدم، ليس كلاعب أو مدرب، بل كرئيس أحدث ثورة في نادي ريال مدريد. تولى بيريز رئاسة النادي في فترتين، الأولى من عام 2000 إلى 2006، والثانية منذ 2009 حتى اليوم، حيث أعاد تشكيل هوية ريال مدريد وجعل النادي الأكثر نجاحًا عالميًا.

وُلد فلورنتينو بيريز في 8 مارس 1947 في إسبانيا. وهو مهندس مدني بدأ مسيرته في عالم الأعمال وأصبح رئيسًا لمجموعة “ACS”، إحدى أكبر شركات البناء في أوروبا. خبرته الإدارية في عالم الأعمال كانت مفتاح نجاحه في إدارة ريال مدريد.

عندما تولى بيريز رئاسة النادي في عام 2000، وعد بجلب أفضل اللاعبين في العالم، وبدأ مشروع “الجلاكتيكوس” الذي ضم نجومًا مثل زين الدين زيدان، لويس فيغو، رونالدو، وديفيد بيكهام. حقق النادي نجاحات رياضية وتجارية هائلة، لكن التركيز على النجوم أضعف الفريق دفاعيًا، مما أدى إلى تراجع الأداء لاحقًا.

عاد بيريز إلى رئاسة ريال مدريد عام 2009، بعد فترة تراجع للفريق. هذه المرة، تعلم من أخطائه وبدأ مشروعًا متوازنًا يجمع بين النجوم والشباب، فضم كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، ولوكا مودريتش، ثم أضاف لاعبين مثل فينيسيوس جونيور وجود بيل. تحت قيادته، فاز ريال مدريد بخمسة ألقاب لدوري أبطال أوروبا خلال حقبة زين الدين زيدان وكارلو أنشيلوتي.

فلورنتينو بيريز لم يغير فقط ريال مدريد، بل أثر على كرة القدم عالميًا. كان أحد الداعمين الرئيسيين لمشروع دوري السوبر الأوروبي، رغم المعارضة الشديدة. كما طوّر ملعب سانتياغو برنابيو ليصبح من أكثر الملاعب تطورًا في العالم.

رغم نجاحاته، واجه بيريز انتقادات عديدة، أبرزها سياساته في التعاقدات والتخلي عن بعض اللاعبين بشكل مثير للجدل، مثل إيكر كاسياس وسيرجيو راموس. كما تعرض لانتقادات بسبب تركيزه على المشاريع الاقتصادية على حساب بعض الجوانب الرياضية.

فلورنتينو بيريز شخصية استثنائية في عالم كرة القدم. بفضل رؤيته الاقتصادية والرياضية، جعل ريال مدريد القوة الأكبر في أوروبا، لكنه لم يخلُ من الجدل. يبقى اسمه مرتبطًا بعصر ذهبي للملكي، وسيظل تأثيره واضحًا لعقود قادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى