د.نادي شلقامي
في تصعيد دبلوماسي هو الأبرز إقليمياً، كشف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن تشكيل جبهة ضغط رباعية قوية، تقودها القاهرة والرياض، بهدف “كسر الجمود” في الأزمة السودانية وإنهاء الحرب المشتعلة في أسرع وقت ممكن. هذه التحركات الكبيرة، التي تتم بالتنسيق الوثيق مع واشنطن وأبو ظبي، تؤكد أن صبر العواصم الإقليمية والدولية قد نفد أمام استمرار الصراع. وبينما شدد عبد العاطي على أن السودان يظل “همّاً مصرياً أولاً”، أكد الدعم الكامل للمؤسسة العسكرية، موجهاً رسالة واضحة حول التوجه نحو فرض هدنة إنسانية شاملة لإنقاذ ما تبقى من الدولة السودانية. فهل تنجح القوة الرباعية في إطفاء هذه النيران قبل أن تمتد شرارتها إلى كامل المنطقة؟
وأعرب عبد العاطي عن أمله أن يكون هناك تفاهم بين جميع الأطراف لإنهاء العدوان على الفاشر، ووقف تدفق أي سلاح من الخارج للبدء في العملية السياسية، موضحا أن مصر تتابع باهتمام بالغ كل ما يتعلق بتحقيق الأمن والاستقرار هناك وفي المنطقة.
وحول التطورات في غزة، قال الوزير المصري إنه وبعد النجاح في وقف الحرب يجب بدء التفاوض الفوري للمرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ، مشيرا إلى أن هناك حوالي 50 ألف فلسطيني يعانون من إصابات بالغة ويحتاجون إلى عيادات طبية متنقلة لتقديم العلاج، كما يجب التركيز على توفير ملاذ آمن للفلسطينيين خاصة ونحن على أعتاب الشتاء، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الأساسية.
وأضاف عبد العاطي أنه يجري التنسيق حاليا لسرعة تنظيم المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار والذي سيعقد في نوفمبر القادم، مؤكدا أن هناك العديد من الدول طلبت أن تكون مشاركة وراعية لمؤتمر الإعمار.
وكشف وزير الخارجية المصري عن تحديث خطة إعادة الإعمار بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، حيث جرى الانتهاء من تقييم الخسائر، موضحا أن الأولوية ستكون في عملية إعادة الإعمار لإزالة المتفجرات والركام لإدخال المساعدات.
وكان عبد العاطي قد أجرى اتصالا هاتفيا الجمعة مع رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى، وذلك لتناول التحضيرات الجارية لمؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في غزة، والمقرر عقده في القاهرة خلال نوفمبر (تشرين الثاني).
وتناول الجانبان كافة التفاصيل الخاصة بالأهداف والمخرجات المتوقعة من المؤتمر، ولاسيما ما يتعلق بالتمويل والتعهدات المالية، بالإضافة إلى تقييم وتحديث حجم الدمار في قطاع غزة.
وأشار وزير الخارجية المصري خلال الاتصال إلى تطلعه للمشاركة الفاعلة من كافة أطراف المجتمع الدولي في المؤتمر، والذي ستقوم مصر بتنظيمه في إطار الخطة العربية الإسلامية التي سبق إقرارها من قبل الدول العربية والإسلامية وعدد كبير من أعضاء المجتمع الدولي، بالإضافة إلى التنسيق الجاري حول تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام فيما يتعلق بإعادة تنمية قطاع غزة.
