كتبت ـ مها سمير
انطلقت صباح السبت في العاصمة القطرية الدوحة محادثات سلام بين وفدين من باكستان وأفغانستان، في سعي لتهدئة التوترات بعد أيام من الاشتباكات العنيفة على الحدود بين البلدين، التي أسفرت عن سقوط العشرات وإصابة المئات، وهي الأشرس منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في كابول عام 2021.
وأعلنت باكستان أن وزير دفاعها خواجه محمد آصف يتقدّم الوفد المفاوض لديها، بينما قالت كابول إن الوفد الأفغاني يقوده وزير الدفاع ملا محمد يعقوب.
وتهدف المحادثات، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية، إلى «اتخاذ تدابير فورية لوقف الإرهاب العابر للحدود المنطلق من أفغانستان ضد باكستان، واستعادة السلام والاستقرار على طول الحدود الباكستانية-الأفغانية».
من ناحيتها، نددت الحكومة الأفغانية بخرق الهدنة التي تمّ الاتفاق عليها، وذكرت أن الغارات الجوية الباكستانية قتلت على الأقل عشرة مدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مقاطعة باكتيكا شرق أفغانستان، ما أثار غضباً شعبياً واسعاً ورياضة، إذ أعلن الاتحاد الأفغاني للكريكيت انسحابه من سلسلة مباريات مقرّرة في باكستان.
وتقع الخلافات الحالية على خلفية حدودية يبلغ طولها نحو 2 600 كيلومتر، يعرفها خط «دوراند لاين» الذي لا يعترف به الجانب الأفغاني رسمياً.
اندلعت احتكاكات ميدانية عنيفة بين الجانبين منتصف أكتوبر، بعد هجوم انتحاري على موقع باكستاني شمال غرب البلاد، وردّت باكستان بشن غارات عبر الحدود.
تم التوصل إلى هدنة مؤقتة مدتها 48 ساعة قبيل انطلاق المحادثات، لكنّ الغارات والبنادق استأنفت قبل الاجتماع.
من المرجّح أن تستمرّ المفاوضات لمدّة غير محدّدة، بمشاركة مسؤولي المخابرات من كلا البلدين، بحسب المصادر.
