د. إيمان بشير ابوكبدة
وسط تزايد الحديث عن اللقاء الأخير بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للمشاركة في القمة المرتقبة بين الزعيمين، إذا تلقى دعوة رسمية لذلك.
وقال زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي في كييف اليوم الاثنين، إنّه سيكون منفتحًا على فكرة “اللقاء الثلاثي” مع ترامب وبوتين، مضيفًا: “إذا تمت دعوتي إلى بودابست، سواء كجزء من اجتماع ثلاثي أو عبر ما يسمى بالدبلوماسية المتنقلة، فسنوافق على المشاركة بأي صيغة مناسبة.”
إلا أنّ الرئيس الأوكراني شدد على أن المجر ليست المكان الأنسب لإجراء المفاوضات، في إشارة إلى الخلافات السياسية القائمة بين كييف وبودابست.
وأشار زيلينسكي إلى أنّ الموقف الروسي لم يتغير منذ بداية الحرب، قائلاً: “ما زالوا يطالبون بانسحابنا من منطقة دونباس.” كما أوضح أن أوكرانيا تحتاج إلى 25 منظومة دفاع جوي أميركية من طراز “باتريوت” لتعزيز قدراتها الدفاعية.
في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن أي اتفاق سلام مع أوكرانيا يجب أن يتناول “الأسباب الجذرية للصراع”، لضمان سلام طويل الأمد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا: “نريد أن يكون السلام مستدامًا، لا مجرد هدنة مؤقتة.”
تأتي هذه التصريحات في أعقاب تسريبات عن اجتماع وُصف بـ”العاصف” بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي، حيث أفاد مسؤولون مطلعون أن الحوار شهد توترًا ومشادات كلامية، بعدما حث ترامب نظيره الأوكراني على القبول بالتخلي عن منطقة دونباس، محذرًا من أن “بوتين مصمم على تدمير أوكرانيا”.
كما كشفت مصادر أن ترامب رفض تزويد كييف بصواريخ “توماهوك”، مشيرًا بدلاً من ذلك إلى إمكانية تقديم “ضمانات أمنية” لكل من روسيا وأوكرانيا، ما أثار دهشة الوفد الأوكراني.
وكان الرئيس الأميركي قد صرّح مساء الأحد أن على الجانبين الأوكراني والروسي تجميد خطوط القتال الحالية ووقف النزاع، قائلاً: “ينبغي لهما التوقف عند الخطوط التي يقفان عندها الآن، والعودة إلى ديارهما، وإنهاء القتال.”
وعند سؤاله حول ما إذا كان قد طلب من زيلينسكي التنازل عن دونباس، أجاب ترامب: “لا، لم نناقش هذا الأمر مطلقاً.
