د. إيمان بشير ابوكبدة
شهدت هولندا تحولاً سياسياً لافتاً بعد فوز حزب الوسط الليبرالي D66 بزعامة روب جيتن في الانتخابات العامة، متقدماً بفارقٍ واضح على حزب الحرية اليميني المتطرف الذي يقوده خيرت فيلدرز.
وبحسب وكالة الأنباء الهولندية ANP، فإن النتائج الأولية تُظهر تقدّم حزب D66 بأكثر من 15,200 صوت، ومن المرجح أن يظفر الحزب بمقعدٍ إضافي في البرلمان بعد اكتمال فرز الأصوات، بما في ذلك الأصوات البريدية وأصوات الهولنديين المقيمين في الخارج.
وعقب إعلان النتائج، عبّر جيتن عن امتنانه عبر حسابه على منصة X قائلاً: “شكرًا لثقتكم. نحن أكبر حزب في هولندا! وسنعمل من أجل جميع الهولنديين.”
رغم أن عملية الفرز لم تُستكمل بالكامل بعد، فإن المعطيات الحالية لا تترك مجالاً للشك بشأن فوز الحزب الليبرالي، الذي تفوق لأول مرة على حزب فيلدرز، صاحب الخطاب المعادي للهجرة.
الخطوة التالية: تشكيل الحكومة
بعد هذا الفوز، يُكلَّف حزب D66 بتشكيل الحكومة الجديدة وبدء مشاورات التفاوض السياسي. ومن المنتظر أن يلتقي قادة الحزب يوم الثلاثاء المقبل مع رئيس مجلس النواب مارتن بوسما لبدء المشاورات الرسمية.
لكن الطريق نحو تشكيل الحكومة يبدو معقدًا، إذ أشار رئيس الوزراء المنتهية ولايته ديك شوف إلى أن تشكيل الائتلاف الجديد قد يستغرق وقتاً، وربما لا يتم قبل أعياد الميلاد، متوقعاً أن تحتاج الأغلبية البرلمانية إلى تحالف يضم خمسة أحزاب على الأقل.
ويبحث حزب D66 عن ائتلاف يضم الحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة هنري بونتنبال، إلى جانب حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، وتحالف العمال والخضر بقيادة فرانس تيمرمانس، الذي أعلن مؤخراً استقالته.
ومع ذلك، فإن إمكانية جمع هذه القوى ليست سهلة، خاصة بعد رفض حزب الشعب الانضمام إلى حكومة يشارك فيها اليسار، مفضلاً تشكيل حكومة من يمين الوسط تضم حزب JA21 المحافظ وحزب BBB الشعبوي.
من هو روب جيتن؟
يُعد روب جيتن، البالغ من العمر 38 عاماً، أحد أبرز الوجوه الشابة في السياسة الهولندية، ويقود حزب الديمقراطيين 66 (D66) الذي يتبنى نهجاً ليبرالياً تقدمياً. وقد ركز في حملته على العدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية، والتقنية الحديثة، مما أكسبه دعماً واسعاً بين فئات الشباب والمتعلمين في المدن الكبرى.
بهذا الفوز، تدخل هولندا مرحلة جديدة من التوازن السياسي، بعد سنوات من صعود التيارات الشعبوية، في مشهدٍ يعكس رغبة الناخبين في إعادة الثقة إلى التيار الليبرالي المعتدل.
