د.نادي شلقامي
بجوار الأهرامات الخالدة، وفي موقع يربط بين عظمة الماضي وطموح المستقبل، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء السبت، المتحف المصري الكبير، في حفلٍ شهد حضوراً دولياً واسعاً ضم عشرات القادة. لقد جاء هذا الافتتاح ليجسد امتداد حضارة عظيمة لا تموت، مقدماً للحاضرين من جميع أنحاء العالم، فرصة لتفقد كنوز مصر الأثرية، حيث استقبلهم رمزياً قادة مصر القديمة وعلى رأسهم الملكان العظيمان رمسيس الثاني وتوت عنخ آمون، في تأكيد على مكانة مصر كمركز للثقافة والحضارة.
وشارك مُمَثّل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله في الحفل إلى جانب وفود من 79 دولة ومنظمة.
وقال السيسي، خلال حفل الافتتاح «أستهل كلمتي بالترحيب بكم على أرض مصر، أقدم دولة عرفها التاريخ… هنا حيث خطت الحضارة أول حروفها، وشهدت الدنيا ميلاد الفن والفكر والكتابة والعقيدة».
وتابع: «اليوم نحتفل بافتتاح المتحف المصري الكبير ونكتب فصلاً جديداً من تاريخ الحاضر والمستقبل».
وأضاف أن «مصر القديمة ألهمت شعوب الأرض قاطبة، ومن ضفاف النيل انطلقت أنوار الحكمة لتضيء طريق الحضارة والتقدم الإنساني»، مؤكداً أن «صروح الحضارة تُبنى في أوقات السلام، وتزدهر بروح التعاون بين الشعوب».
وأشار إلى أن «هذا الصرح العظيم ليس مجرد مكان لحفظ الآثار، بل شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري، وصورة مجسمة لمسيرة شعب سكن أرض النيل منذ فجر التاريخ، فكان وما زال دؤوباً صانعاً للمجد ورسولاً للسلام».
وثمّن الرئيس المصري التعاون الدولي الواسع الذي ساهم في إنجاز هذا المشروع الضخم، مشيداً على وجه الخصوص بالدعم الكبير الذي قدمته دولة اليابان الصديقة في مراحل تنفيذ المتحف.
ودعا الحضور إلى الاستمتاع بهذه الفعالية العالمية، قائلاً «أدعوكم أن تتخذوا من هذا المتحف منارة للحياة، ومركزاً يُبرز رسالة مصر الدائمة في نشر السلام والتواصل بين الشعوب».
وكان السيسي استبق الاحتفالية، التي تزينت خلالها السماء بأشكال ملوك الفراعنة والأهرامات، عبر تقنية الهولوغرام، ودوّن على منصات التواصل رسالة، قال فيها «من أرض مصر الطيبة، مهد الحضارة الإنسانية، أرحب بضيوفنا من قادة العالم ورموزه الكبار، لنشهد معاً افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يضم بين جنباته كنوز الحضارة المصرية العريقة، ويجمع بين عبقرية المصري القديم وإبداع المصري المعاصر، ويضيف إلى عالم الثقافة والفنون معلماً جديداً، يلتف حوله كل مهتم بالحضارة والمعرفة، ويفخر به كل مؤمن بوحدة الإنسانية وقيم السلام والمحبة والتعاون بين الشعوب، وأتمنى لكل الضيوف الاستمتاع بوقتهم في مصر بين رحاب الماضي والحاضر».
وكتبت السيدة انتصار السيسي، «يسعدني أن أرحب بضيوف مصر الكرام، وأشاركهم هذه اللحظة التي تجسّد معنى الجمال في الإبداع، ومعنى القوة في السلام، ومعنى الهوية في حضارة لا تنطفئ أنوارها، وكل الشكر والتقدير لكل الأيادي المخلصة التي ساهمت في بناء هذا الصرح العظيم، ليظل المتحف المصري الكبير شاهداً على أن مصر حضارة تبني مستقبلاً».
وذكرت الحكومة في بيان، أن الحفل شهد مشاركة 79 وفداً رسمياً، من بينها 39 برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، ما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة وبالدور الثقافي والإنساني المتفرد الذي تضطلع به مصر.
وخلال حفل الافتتاح، حملت «درونز» لافتة مكتوب عليها «أهلا بكم في أرض السلام»، باللغة الإنكليزية.
ولمناسبة الاحتفالات، صدرت مجموعة من الطوابع البريدية والعملات التذكارية.
