كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
يعاني الملايين حول العالم من متلازمة القولون العصبي، وهي حالة تصيب الأمعاء الغليظة وتسبب أعراضًا مزعجة مثل الانتفاخ، وآلام البطن، والإسهال أو الإمساك. رغم انتشارها الكبير، يظل سبب القولون العصبي محط تساؤل: هل هو وراثي أم نتيجة نمط الحياة؟ هذا المقال يستعرض العلاقة بين الوراثة والعوامل البيئية، ويقدم نصائح عملية للتخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة.
العلاقة بين القولون العصبي والوراثة
تشير الدراسات إلى أن القولون العصبي قد يكون له جانب وراثي. الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بالمرض يكونون أكثر عرضة للإصابة مقارنة بمن ليس لديهم تاريخ عائلي. ومع ذلك، لا يوجد جين محدد يسبب القولون العصبي بشكل مباشر، بل هناك استعداد وراثي يجعل الجهاز الهضمي أكثر حساسية للعوامل المحفزة.
العوامل البيئية والسلوكية المؤثرة
بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي، تلعب البيئة ونمط الحياة دورًا كبيرًا في ظهور الأعراض:
التوتر النفسي والقلق: يرتبط التوتر بشكل مباشر بزيادة حركة الأمعاء أو التشنجات، مما يزيد من الأعراض.
النظام الغذائي: بعض الأطعمة مثل الأطعمة الدهنية، الغنية بالسكر، أو التي تحتوى على الكافيين قد تزيد من الانتفاخ والإسهال.
التهابات سابقة في الجهاز الهضمي: مثل الإسهال أو التهابات المعدة والأمعاء التي تغير توازن البكتيريا في الأمعاء.
نمط الحياة: قلة النشاط البدني أو النوم غير المنتظم يمكن أن يزيد من حدة الأعراض.
التفاعل بين الوراثة والبيئة
القولون العصبي يحدث غالبًا نتيجة تفاعل معقد بين الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية. وجود استعداد وراثي لا يعني بالضرورة الإصابة، لكنه يزيد من احتمال ظهور الأعراض عند التعرض لمسببات مثل التوتر أو الطعام غير الصحي. هذا يفسر لماذا تظهر الأعراض في بعض أفراد العائلة ولا تظهر في آخرين.
نصائح عملية للتعايش مع القولون العصبي
تنظيم النظام الغذائي
تجنب الأطعمة التي تزيد من الانتفاخ مثل البقوليات، والملفوف، والمشروبات الغازية.
تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من وجبات كبيرة.
شرب الماء بانتظام لدعم الهضم.
إدارة التوتر النفسي
ممارسة تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل.
ممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي.
محاولة النوم الكافي يوميًا.
تسجيل الأعراض
الاحتفاظ بمذكرة للطعام والأعراض يساعد في تحديد المحفزات الفردية.
استشارة الطبيب
عند ظهور أعراض شديدة أو مستمرة، من الضروري استشارة طبيب الجهاز الهضمي لتجنب مضاعفات أو حالات أخرى مشابهة.
