بقلم ا.د روحيه الشريف بروفيسور الروماتيزم والمناعة بكليه الطب جامعه المنيا واستشارية الأمراض الروماتيزميه والمناعية بمستشفي سلامات بالمملكه العربيه السعودية
ما هي الفايبرومايلجيا؟
الفايبرومايلجيا هي متلازمة ألم مزمنة معقدة تتميز بانتشار الألم العضلي الهيكلي في جميع أنحاء الجسم، مصحوبًا غالبًا بـالتعب الشديد (Fatigue)، واضطرابات في النوم، ومشاكل في الإدراك والتركيز، والتي تُعرف أحيانًا بـ”ضبابية الدماغ” .
إنها حالة تؤثر على طريقة معالجة الدماغ والحبل الشوكي لإشارات الألم، مما يؤدي إلى تضخيم الإحساس بالألم.
“الأسباب المحتملة”…
على الرغم من أن السبب الدقيق للفايبرومايلجيا لا يزال غير مفهوم بالكامل، إلا أنه يُعتقد أنه ينطوي على مزيج من العوامل:
1-العوامل الوراثيه..
تميل إلى التواجد في العائلات، مما يشير إلى وجود استعداد وراثي.
2- الإصابات أو العدوى..
قد تظهر الأعراض بعد عدوى فيروسية أو بكتيرية، أو بعد صدمة جسدية (مثل حادث سيارة) أو نفسية شديدة.
3- الإجهاد المتكرر..
الإجهاد البدني أو العاطفي الطويل الأمد يمكن أن يؤدي إلى
4- تغييرات في محور الغدة..
النخامية-الكظرية ومعالجة الألم.
5- التغيرات في “كيمياء الدماغ” يعتقد الأطباء أن الأشخاص المصابين بالفايبرومايلجيا لديهم مستويات غير طبيعية من الناقلات العصبية التي تنقل إشارات الألم، وقد تظهر لديهم زيادة في المواد الكيميائية التي تشير إلى الألم (مادة P).
“الأعراض”
التي تدفع المريض لعيادة الروماتيزم
غالبًا ما تكون أعراض الفايبرومايلجيا واسعة النطاق ومتشابهة مع أمراض المفاصل الأخرى، مما يجعل طبيب الروماتيزم هو الخيار المناسب للتشخيص.
–أهم الأعراض التي تستدعي زيارة العيادة:
1-الألم المنتشر والمزمن: ألم مستمر وممل في العضلات والأنسجة الرخوة في كلا جانبي الجسم، وأعلى وأسفل الخصر، يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر.
– نقاط الإلم (Tender Points): الشعور بألم شديد عند الضغط على مناطق محددة في الجسم (على الرغم من أن التشخيص الحديث يعتمد على نطاق الأعراض وليس فقط عدد النقاط).
2- التصلب (Stiffness): تصلب صباحي، يشبه ذلك الموجود في التهاب المفاصل، لكنه يتركز في العضلات.
3- التعب الذي لا يزول بالنوم: الشعور بالتعب والإرهاق حتى بعد النوم لفترة طويلة.
“أعراض مصاحبة أخرى”
1- متلازمة القولون العصبي (IBS).
2- الصداع المزمن أو الصداع النصفي.
3- اضطرابات القلق والاكتئاب.
4- متلازمة الساقين المتململة.
“الوقاية والعلاج”
يركز العلاج على تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة، ويشمل عادةً نهجًا متعدد الأبعاد:
أولاً: العلاج غير الدوائي..
1- التثقيف والدعم : فهم الحالة هو الخطوة الأولى والأهم في إدارتها.
2- التمارين الرياضية: التمارين الهوائية منخفضة التأثير (مثل المشي والسباحة) وتمارين الإطالة واليوجا ضرورية، حتى لو كانت مؤلمة في البداية.
3-العلاج الطبيعي..
لتحسين الحركة وتقليل الألم.
4 – تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل واليوجا والتدليك لتقليل الإجهاد وتحسين النوم.
5- العلاج السلوكي المعرفي: يساعد على تغيير طريقة تفكير المريض في الألم وإدارته.
ثانياً: العلاج الدوائي:
تُستخدم الأدوية للمساعدة في تخفيف الألم وتحسين النوم:
1- مسكنات الألم : مثل الأيبوبروفين والباراسيتامول، لكنها غالبًا ما تكون غير فعالة لوحدها.
2- مضادات الاكتئاب: تستخدم جرعات منخفضة من مثبطات استرداد السيروتونين والنوربينفرين أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات للمساعدة في النوم وتقليل الالم.
3- الأدوية المضادة للنوبات: مثل Pregabalin، والتي يمكن أن تساعد في تقليل إشارات الألم.
“الوقاية” :
على الرغم من صعوبة الوقاية من الفايبرومايلجيا نفسها، فإن إدارة نمط الحياة يمكن أن تقلل من شدة الأعراض وتواترها:
1- إدارة الإجهاد: تحديد مصادر التوتر وتطبيق تقنيات الاسترخاء اليومية.
2- الحفاظ على نظافة النوم: تحديد أوقات نوم واستيقاظ منتظمة، وتجنب الكافيين والوجبات الثقيلة قبل النوم.
3- النشاط البدني: كما ذُكر أعلاه، الحركة هي دواء.
واخيرا نقول إنه على الرغم من التحديات، فإن الفايبرومايلجيا ليست مرضًا يهدد الحياة ولا يسبب تلفًا دائمًا للمفاصل أو العضلات.
مع التشخيص الصحيح، والالتزام بخطة علاجية شاملة، والتعاون المستمر مع فريق الرعاية الصحية، يمكن السيطرة على الأعراض بشكل كبير، ويمكن للمريض أن يعيش حياة كاملة ومنتجة.
تذكر دائمًا: أنت لست وحدك، وهناك أمل كبير في إدارة الألم وتحسين نوعية الحياة بشكل ملحوظ.
