د.نادي شلقامي
استهلت أسعار النفط تداولاتها اليوم الاثنين على تراجع، مُعمّقةً خسائرها التي سُجلت خلال الأسبوع الماضي، في ظلّ عاملين رئيسيين: تزايد الآمال بقرب التوصل إلى تسوية سلمية للصراع بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى صعود قيمة الدولار الأمريكي.
ويأتي هذا الانخفاض مع تراجع العقود الآجلة لخام برنت بواقع 14 سنتاً (أو 0.22%) لتسجل 62.42 دولار للبرميل، بينما سجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط انخفاضاً قدره 15 سنتاً (أو 0.26%) لتصل إلى 57.91 دولار للبرميل، وذلك بحلول الساعة 01:48 بتوقيت غرينتش.
وانخفض كلا الخامين القياسيين بنحو ثلاثة في المئة الأسبوع الماضي وبلغا أدنى مستوياتهما منذ 21 أكتوبر، إذ شعر المتعاملون في السوق بالقلق من أن اتفاق السلام الروسي الأوكراني قد يرفع العقوبات المفروضة على موسكو ويغرق السوق بإمدادات كانت خاضعة للعقوبات.
وكتب المحلل في «آي.جي» توني سيكامور في مذكرة «كانت عمليات البيع ناجمة بشكل رئيسي عن دفع الرئيس ترامب القوي لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، والذي تعتبره الأسواق مسارا سريعا لفتح إمدادات روسية كبيرة».
وأضاف أن التحركات نحو التوصل إلى اتفاق سلام تفوق بكثير التعطيل على المدى القريب من العقوبات الأميركية على شركتي روسنفت ولوك أويل التي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة.
وأدت العقوبات إلى تجميد ما يقرب من 48 مليون برميل من النفط الخام الروسي في البحر.
وقالت الولايات المتحدة وأوكرانيا أمس الأحد إنهما أحرزتا تقدما خلال محادثاتهما في شأن خطة سلام تتطلب تنازل كييف عن أراض والتراجع عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وحدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب موعدا نهائيا يوم الخميس المقبل، على الرغم من أن القادة الأوروبيين يضغطون من أجل التوصل إلى اتفاق أفضل.
ويمكن أن يؤدي اتفاق السلام إلى التراجع عن العقوبات التي كبحت صادرات النفط الروسية.
وكانت روسيا ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة في عام 2024، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
كما أدى التهديد بوصول المزيد من النفط إلى السوق وحالة الضبابية في شأن خفض أسعار الفائدة الأميركية إلى كبح شهية المستثمرين.
ومع ذلك، زادت احتمالية خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل بعد أن اقترح رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في نيويورك جون وليامز خفضها «على المدى القريب».
واتجهت الدولار نحو تحقيق أكبر ارتفاع أسبوعي له في ستة أسابيع مع وصول مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته منذ أواخر مايو.
وتؤدي قوة الدولار الأميركي إلى ارتفاع أسعار النفط بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
