السيسي وعون يؤكدان: حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية شرط أساسي لـ “خط أحمر” الأمن القومي المشترك

د.نادي شلقامي 

جدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التزام بلاده الراسخ تجاه سيادة لبنان واستقراره، مشدّدًا على الأهمية القصوى لـتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. ويأتي هذا التأكيد في سياق دعم القاهرة للجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية بهدف حصر السلاح بيد الدولة وحدها، كجزء أساسي من تحقيق الأمن والسلم في البلاد.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس المصري مع الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، قدّم خلاله التهنئة للرئيس عون بمناسبة الذكرى الثانية والثمانين لاستقلال لبنان، مؤكدا اعتزازه بما تشهده العلاقات بين البلدين من زخم متنامٍ.

من جانبه أعرب الرئيس اللبناني عن شكره وتقديره للسيسي على تهنئته بعيد الاستقلال، وعلى حرصه الدائم على تعزيز العلاقات المصرية اللبنانية في مختلف المجالات، مشدداً على عمق الروابط التاريخية بين الشعبين والدولتين، وعلى حرص لبنان على علاقاته المتميزة مع مصر.

وثمن الرئيس عون الدعم الذي تقدمه مصر للبنان، مؤكدا التزام لبنان بقرار حصر السلاح في يد الدولة ومؤسساتها الشرعية.

كما أعرب عن تطلع لبنان إلى دعم المجتمع الدولي للجيش اللبناني على وجه الخصوص، في ضوء ما يتحمله من مسؤوليات وطنية كبيرة، مقدراً في هذا السياق الدعم المصري للجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية.

في الوقت ذاته أعلنت الخارجية المصرية عن توجه وزير الخارجية بدر عبد العاطي إلى بيروت في زيارة تهدف إلى التأكيد على وقوف مصر إلى جانب لبنان، ودعمها الثابت لجهود الدولة اللبنانية الرامية إلى تعزيز الاستقرار والتنمية.

ومن المقرر أن يجري عبد العاطي خلال الزيارة عددا من اللقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي والتشاور حول المستجدات في لبنان والمنطقة، وتأكيد الحرص على الحفاظ على وحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه، ودعم مساعيه لتجاوز التحديات الراهنة بما يصون أمنه واستقراره ويحقق تطلعات شعبه الشقيق.

ويأتي الاتصال الهاتفي بين السيسي وعون في توقيت دقيق وحساس، حيث يحتفل لبنان رسميا بالذكرى 82 للاستقلال (22 نوفمبر 1943)، لكن الاحتفالات هذا العام كانت الأكثر خفوتا منذ عقود بسبب الانهيار الاقتصادي المستمر، وانقطاع الكهرباء، وتفاقم أزمة النازحين السوريين.

وجاء الاتصال بعد أيام قليلة من زيارة قائد الجيش اللبناني الجديد (خلفاً لعون) إلى القاهرة، وبعد إعلان الجيش اللبناني نشر 5000 جندي إضافي جنوب الليطاني تنفيذاً للمرحلة الأولى من القرار 1701.