د.نادي شلقامي
أطلقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحذيراً شديد اللهجة، كاشفةً عن حقيقة مروعة تهدد حياة الآلاف في غزة. ففي الوقت الذي تتصاعد فيه الاحتياجات الإنسانية بشكل كارثي، أكدت الوكالة أن إسرائيل تحتجز ما يقارب ستة آلاف شاحنة إغاثية، وهي شحنة هائلة تُقدر بكونها كافية لتأمين المتطلبات الأساسية لسكان القطاع لمدة ثلاثة أشهر كاملة. هذا الاحتجاز يضع مستقبل الاستجابة الإنسانية على المحك وينذر بكارثة جوع وشيكة.
وقال المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة، إن عدد الشاحنات التي يسمح بدخولها حاليا “يزيد شكليا” عن المعدل الذي كان قائما خلال فترة وقف إطلاق النار، لكنه أكد أن هذه الزيادة لا تزال بعيدة جدا عن تلبية الاحتياجات الضخمة بعد أكثر من عامين من الحرب والحصار.
وأوضح أن إسرائيل تمنع إدخال مئات الأصناف الحيوية، من بينها مستلزمات الصحة والمياه والصرف الصحي والمواد الغذائية الأساسية، وهي مواد تشكل العمود الفقري لأي استجابة إنسانية فعالة.
وأشار إلى أن معظم سكان غزة فقدوا القدرة الشرائية نتيجة الظروف القاسية، وأن الاعتماد الكامل على المساعدات الإنسانية أصبح الحل الوحيد المتاح أمامهم.
وأضاف أن المنظمات الإنسانية طلبت إدخال مواد ضرورية للحفاظ على استمرار الخدمات الأساسية، مثل قطع غيار محطات التحلية والصرف الصحي، والمعدات الطبية، إضافة إلى السماح بدخول فرق وموظفين دوليين لدعم العمليات الميدانية.
وأكد أن إسرائيل لا تسمح حاليا إلا بالحد الأدنى من المواد الغذائية وبعض الأصناف الدوائية، في ظل استمرار القيود المشددة على دخول الإمدادات الضرورية إلى القطاع.
