د.نادي شلقامي
تكشف التحركات الإسرائيلية الأخيرة عن ثلاثة محاور رئيسية: دبلوماسي، وأمني، واستيطاني.
أولاً: لقاء نتنياهو-ترامب وتفعيل المرحلة الثانية من غزة:
من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الولايات المتحدة يوم 29 ديسمبر الجاري. ويُعد هذا اللقاء السادس بينهما هذا العام، ومن المتوقع أن يُطلق تفعيل المرحلة الثانية من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة. وتشمل هذه المرحلة مزيداً من الانسحابات الإسرائيلية، بدء نزع سلاح “حماس”، وانتشار قوات استقرار دولية، وبدء إعادة الإعمار. وأشار نتنياهو إلى أن المرحلة الثانية “صعبة بقدر سابقتها” وستتبعها مرحلة ثالثة لـ “إزالة التطرف” بعد تفكيك “حماس”. كما سبقه اجتماع بين نتنياهو والسفير الأمريكي الجديد لدى الأمم المتحدة لبحث التنسيق السياسي والتحديات الدولية.
ثانياً: التحصين الأمني: بناء جدار على الحدود مع الأردن:
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية بدء بناء جدار أمني على طول الحدود مع الأردن. وفي المرحلة الأولى، سيتم إنشاء قسمين يمتدان على طول 80 كيلومتراً لكل منهما في الجزء الشمالي الشرقي. ويهدف المشروع، الذي تبلغ تكلفته المقدرة نحو 5.5 مليارات شيكل (حوالي 1.7 مليار دولار)، إلى تعزيز الأمن القومي والسيطرة الاستراتيجية على الحدود الشرقية التي تمتد لمسافة 335 كيلومتراً.
ثالثاً: تصعيد الاستيطان بتمويل غير مسبوق:
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن قرار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تخصيص ميزانية ضخمة بقيمة 2.7 مليار شيكل على مدى السنوات الخمس المقبلة لتعزيز البنى التحتية للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. ووصفت وسائل الإعلام الخطة بأنها “تحول جذري” يمثل شكلاً من أشكال الضم الفعلي، حيث سيُخصص جزء كبير من المبلغ لتعزيز وتأسيس مستوطنات جديدة، بما في ذلك 17 مستوطنة وافقت عليها الحكومة مؤخراً.
