دارين محمود
ريكيافيك – 20ديسمبر
تشهد شبه جزيرة “ريكيانيس” في جنوب غرب آيسلندا حالة من التأهب القصوى مع استمرار المؤشرات الجيولوجية التي تؤكد قرب ثوران بركاني جديد. وأفاد مكتب الأرصاد الجوية الآيسلندي (IMO) في تقارير حديثة لشهر ديسمبر 2025، بأن تراكم الصهارة (الماجما) تحت منطقة “سفارتسينجي” قد وصل إلى مستويات حرجة، مما يرفع احتمالية وقوع انفجار بركاني في “سلسلة فوهات سوندنوكور” خلال الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة.
نشاط مستمر وتحذيرات متجددة
منذ عودة النشاط البركاني إلى المنطقة في عام 2021 بعد خمود دام 800 عام، سجلت آيسلندا سلسلة من الثورات المتلاحقة. وكان آخر ثوران كبير قد حدث في يوليو وأغسطس 2025، ليعود الهدوء الحذر قبل أن تتسارع وتيرة الزلازل وتشوّهات القشرة الأرضية مجدداً هذا الشهر.
ورغم أن معظم الثورات الأخيرة كانت “شقية” (تتميز بتدفق الحمم دون انبعاثات كثيفة للرماد)، إلا أن حجم الصهارة المتراكمة حالياً، والذي يُقدر بأكثر من 17 مليون متر مكعب، يثير قلق الخبراء من إمكانية تحول طبيعة الانفجار في حال تفاعلت الحمم مع المياه الجوفية أو الجليد.
حركة الطيران الأوروبية.. هل تتكرر الأزمة؟
تتجه أنظار شركات الطيران العالمية بقلق نحو سماء شمال الأطلسي، حيث تعيد التهديدات الحالية للأذهان ذكرى بركان “إييافيالايوكول” عام 2010، الذي تسبب في شلل تام للملاحة الجوية الأوروبية لعدة أيام.
* مخاطر الرماد البركاني: تكمن الخطورة في “الرماد الزجاجي” الذي يمكن أن يصعد إلى ارتفاعات شاهقة، مما يؤدي إلى تعطل محركات الطائرات وتآكل نوافذ الكبينة.
* تقنيات جديدة للمواجهة: أعلن مكتب الأرصاد الجوية البريطاني (Met Office) مؤخراً عن إطلاق خدمة تنبؤ متطورة في نوفمبر 2025، تهدف إلى تقليل الاضطرابات الجوية من خلال تقديم بيانات دقيقة حول تركيز الرماد، مما قد يساعد في إبقاء الممرات الجوية مفتوحة لفترات أطول مقارنة بالأزمات السابقة.
الوضع الميداني والإجراءات الاحترازية
قامت السلطات الآيسلندية بالفعل بتحديث خرائط المخاطر، مع استمرار إغلاق بعض المناطق السياحية القريبة من موقع الثوران المحتمل، مثل منتجع “البحيرة الزرقاء” (Blue Lagoon) ومدينة “غريندافيك” التي تضررت بشدة من الثورات السابقة.
تصريح رسمي: “نحن نراقب الوضع بدقة على مدار الساعة. الاحتمالات تشير إلى أن الثوران القادم قد يكون الأكبر في هذه السلسلة، لكننا نمتلك أدوات تنبؤ أفضل بكثير مما كانت عليه في العقد الماضي.” – مكتب الأرصاد الجوية الآيسلندي.
