د. نادي شلقامي
أطلقت وزارة الخارجية والهجرة تحذيرًا عاجلًا للمواطنين من مخاطر الهجرة غير الشرعية عبر الأراضي الليبية، مؤكدةً ما تنطوي عليه هذه الرحلات من تهديدات جسيمة للأرواح، وذلك على لسان السفير حدّاد الجوهري، مساعد وزير الخارجية والهجرة للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج.
وأكد السفير الجوهري أن الدولة المصرية تضع ملف الهجرة غير الشرعية، ولا سيما عبر الأراضي الليبية، في مقدمة أولويات عمل الوزارة خلال المرحلة الراهنة، مشددًا على اهتمام الدولة بملف المتغيبين داخل ليبيا، والعمل على حله بكافة السبل المتاحة.
وفي سياق متصل، حذّر مساعد وزير الخارجية من تنامي ظاهرة هجرة الأطفال القُصّر إلى أوروبا، واصفًا إياها بأنها من أخطر أنماط الهجرة غير الشرعية، في ظل استغلال بعض القوانين الأوروبية التي تمنح هذه الفئة حماية خاصة.
وكشف الجوهري عن إحصائية لافتة تشير إلى أن نحو 80% من قرارات هجرة هؤلاء الأطفال تقف وراءها الأسر نفسها، ما يفرض عبئًا كبيرًا على جهود التوعية المجتمعية بمخاطر هذه الرحلات غير الآمنة.
كما استعرض حجم التحديات المرتبطة بالملف الليبي، موضحًا أن أعداد المصريين المتواجدين في ليبيا تتراوح بين مليون ومليون ونصف المليون مواطن. وأرجع تفاقم أزمة المتغيبين إلى حالة عدم الاستقرار التي تشهدها ليبيا منذ عام 2011، مشيرًا في الوقت ذاته إلى رصد حالات لمواطنين تعرّضوا للترحيل من الأراضي الليبية أكثر من مرة، بما يعكس استمرار محاولات الهجرة رغم المخاطر المحيطة بها.
وكشف مساعد وزير الخارجية عن ترحيل أكثر من 1800 مواطن مصري من ليبيا منذ بداية عام 2025، إضافة إلى استعادة أكثر من 400 جثمان من مناطق مختلفة، بينها بنغازي وطرابلس والمناطق الحدودية، فضلًا عن الإفراج عن 1157 مواطنًا، وعودة 143 آخرين إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة.
