المرشد الإيراني خامنئي يُعِدّ قائمة خلفاء محتملين وسط تصاعد المخاوف الأمنية

د. إيمان بشير ابوكبدة
يشير تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي اتخذ خطوة غير مسبوقة بتعيين ثلاثة مسؤولين كبار كخلفاء محتملين له، وذلك تحسبًا لاحتمال تصفيته من قبل إسرائيل. تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد المخاوف الأمنية داخل النظام الإيراني، حيث يقيم خامنئي حاليًا في مخبأ ويتواصل مع قيادات الحرس الثوري فقط عبر مساعدين شخصيين، بعد أن علّق جميع أشكال الاتصال الإلكتروني لتجنب رصده.
استعدادات لسيناريوهات محتملة و”فوضى متزايدة”
أكدت مصادر إيرانية أن المؤسسة الحاكمة تجري استعدادات سرية لسيناريوهات متوقعة في حال انضمام الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب إلى الحرب. في العادة، يستغرق اختيار مرشد جديد أشهرًا طويلة، لكن خامنئي يسعى لتمرير انتقال سلس للسلطة للحفاظ على إرثه السياسي. ومن المثير للاهتمام أن نجله، مجتبى خامنئي، المستشار المقرب والمرشح الأبرز سابقًا، لم يُدرج ضمن قائمة الخلفاء الثلاثة.
تشديد الإجراءات الأمنية وحظر الاتصالات
تفاقمت أجواء الارتياب داخل النظام الإيراني، مع تحذيرات من تسلل عناصر معادية إلى هرم القيادة العسكرية. وقد أصدر جهاز المخابرات توجيهات صارمة تمنع استخدام الاتصالات الإلكترونية، وأمر بنقل كبار القادة إلى منشآت محصنة تحت الأرض. كما فرضت وزارة الاتصالات حظرًا شبه كامل على الإنترنت ومنعت المكالمات الدولية، مدعية أن هذه الخطوات تهدف إلى “حماية المواطنين من تهديدات الأعداء”.
في سياق متصل، كشفت شبكة CBS عن “فوضى متزايدة” في عمل النظام الإيراني، على خلفية ضربات مدمرة للبنى التحتية، وهجمات سيبرانية، وغياب القدرة على التواصل مع المسؤولين في طهران. وأضافت الشبكة أن محادثات سرية تجري بين جهات أمريكية وأوروبية بشأن مستقبل القيادة في إيران، واحتمالات انهيار النظام، ومَن سيسيطر على المواقع النووية، بالإضافة إلى القلق من التداعيات البيئية في حال ضرب منشآت مثل “فوردو”.