د.نادي شلقامي
هل العلاقة التاريخية ستنقذ مستقبل السودان؟
في خضم أزمة السودان الطاحنة، لا تزال القاهرة هي الوتد الأقوى في الإقليم. فمن عمّان، أطلق السفير السوداني في الأردن، حسن صالح حسن سوار الذهب، تصريحًا ناريًا يُعيد رسم خطوط الدعم الاستراتيجي. لقد أكد السفير بما لا يدع مجالًا للشك أن مصر ستقف كالجبل في وجه أي مساس بـ وحدة السودان وشرعية مؤسساته.
هل هذه الكلمات مجرد دبلوماسية عابرة، أم هي إعلان عن تحالف مصيري جديد سيحدد شكل الدولة السودانية المقبلة؟ لنتعمق في دلالات هذا التأكيد على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين.
مصر تمثل الشقيقة الكبرى للسودان
وقال السفير السوداني- في تصريحات اليوم الجمعة – إن ما قامت به مصر لدعم السودان لا يمكن إنكاره، بدءًا من استضافة أبناء السودان في الجامعات والمدارس، وحتى تعزيز التكامل والشراكة بين البلدين على المستويات الاقتصادية والاستراتيجية، مؤكدًا أن مصر تمثل الشقيقة الكبرى للسودان، في حين يشكل السودان عمقا استراتيجيا لمصر، وأن العلاقات بين البلدين تقوم على دعم متبادل وتعاون مستمر.
ونوه المواقف التاريخية للسودان تجاه مصر، مثل مشاركة 10 آلاف سوداني في حرب أكتوبر 1973، في دليل واضح على التضامن والتكامل بين الشعبين الشقيقين.
وفيما يتعلق بالصراع الداخلي في السودان منذ أبريل 2023، أوضح السفير حسن صالح سوار الذهب أن محاولات تقسيم السودان أو انفصاله غير واردة، مؤكدا أن حتى المتمردين لا يسعون للانفصال، بل طموحهم هو حكم السودان، بينما يقف الجيش والشعب معا للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها.
وأضاف أن السودان يرحب بأي مبادرة للحل وفقا للرؤى التي تراها الحكومة السودانية القائمة، مؤكدا أن أي مبادرة لا تشارك فيها الحكومة الشرعية هي مبادرة مرفوضة، وأن أهم الشروط للجلوس إلى الحوار تشمل تسليم سلاح المتمردين وإخلاء المناطق التي استولوا عليها، لضمان فاعلية أي اتفاق وشرعيته.
وأشار إلى متابعة جامعة الدول العربية لملف السودان عن قرب، والتزامها بدعم وحدة البلاد، والعمل على أي مبادرات للحوار الوطني والتنسيق بين الدول العربية لمساندة استقرار السودان.
السفير السوداني من عمّان.. مصر هي “صمام الأمان” لوحدة السودان!
2.8K
المقالة السابقة
