د.نادي شلقامي
في مشهد يعكس المكانة الحضارية الاستثنائية التي تحتلها محافظة المنيا على خريطة السياحة العالمية، استقبلت “عروس الصعيد” اليوم تجمعات سياحية واسعة قادمة من مختلف القارات، في رحلة استكشاف آسرة تعود إلى عبق التاريخ المصري القديم. فباعتبارها صاحبة “ثلث المكنوز الأثري في مصر”، تحولت المنيا إلى نقطة جذب لا تُقاوم لعشاق الآثار، مستضيفة جنسيات متعددة شملت زوارًا من ألمانيا وإنجلترا وأمريكا والبرتغال والنمسا وإيطاليا والدنمارك، جميعهم يبحثون عن إجابات لأسئلة التاريخ بين جنبات آثارها الفريدة.
تأتي هذه الزيارات في إطار سعي هذه الأفواج للتعمق في الأسرار المدفونة التي تزخر بها المحافظة، حيث تضمنت رحلاتهم جولات مكثفة في أهم المقاصد الأثرية التي لا تُضاهى عالمياً. من بين هذه المواقع الأسطورية، كانت مناطق بني حسن، وتونة الجبل (حيث تقع مقبرة ‘بيتو سيراميس’ وتضم كنوزاً تاريخية)، وتل العمارنة (عاصمة إخناتون)، شاهدة على عظمة التاريخ. إن هذا التدفق السياحي الدولي المتنوع يؤكد أن المنيا ليست مجرد مدينة عابرة، بل هي فصل حي ومُتجدد من كتاب الحضارة الإنسانية، وتؤدي دوراً محورياً في إثراء التجربة السياحية في مصر.
