د. إيمان بشير ابوكبدة
أثار قرار نادي أستون فيلا الإنجليزي منع جماهير مكابي تل أبيب الإسرائيلي من حضور مباراة الفريقين في الدوري الأوروبي الشهر المقبل، جدلاً واسعاً في بريطانيا، بعدما صنّفت الشرطة اللقاء “عالي الخطورة”، في حين ضغطت الحكومة لرفع الحظر.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن توصية الشرطة كانت “قراراً خاطئاً”، داعياً إلى تمكين مشجعي الفريق الإسرائيلي من حضور المباراة، بينما دافعت الشرطة عن موقفها، معتبرة أن الحظر إجراء احترازي لضمان السلامة العامة.
وأوضح نادي أستون فيلا أن شرطة ويست ميدلاندز أبلغت الإدارة بوجود مخاوف من احتجاجات محتملة خارج ملعب “فيلا بارك” ليلة المباراة، مشيرة إلى سوابق “أعمال عنف” ارتكبها مشجعو مكابي تل أبيب خلال لقاءات سابقة، أبرزها مباراة الفريق مع أياكس أمستردام في الموسم الماضي، والتي شهدت هتافات معادية للعرب والفلسطينيين، وإحراق أعلام فلسطينية، ما أدى إلى مواجهات واعتقالات.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية شابانا محمود إن الحكومة تعمل مع الشرطة لضمان حضور آمن للمشجعين، مضيفة في منشور على منصة “إكس” أن “كل مشجع، أياً كان، يجب أن يتمكن من مشاهدة فريقه بأمان”، مشددة على أن “معاداة السامية وصمة عار على المجتمع البريطاني”.
وفي المقابل، دعا نائب البرلمان المحلي أيوب خان إلى منع مشاركة الفرق الإسرائيلية في البطولات الأوروبية، قائلاً إن المباراة “تحمل مخاطر لا يمكن للسلطات الأمنية السيطرة عليها بالكامل”.
من جهته، أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بياناً دعا فيه السلطات البريطانية إلى السماح بحضور جماهير مكابي تل أبيب، مؤكداً أن الاتحاد “يشجع سفر المشجعين ودعم فرقهم في بيئة آمنة ومرحّبة”، مطالباً بالتوصل إلى ترتيبات تضمن سلامة الجميع.
يأتي الجدل في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل أوروبا إلى حظر مشاركة إسرائيل في المسابقات الرياضية والثقافية، على خلفية الحرب في غزة، على غرار العقوبات التي فُرضت على روسيا عقب غزوها لأوكرانيا.
ورغم أن إسرائيل ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، إلا أن أنديتها ومنتخبها يشاركون في بطولات “يويفا”، وهو ما أثار انتقادات واسعة من نشطاء وجمعيات حقوقية تطالب بتعليق مشاركتها حتى انتهاء الحرب.
وتشهد عدة دول أوروبية، بينها إيطاليا وهولندا والنرويج، إجراءات أمنية مشددة في المباريات التي يشارك فيها فرق أو منتخبات إسرائيلية، بعد تصنيفها “عالية الخطورة”، وسط تزايد الاحتجاجات الشعبية ضد استمرار الحرب على غزة.
