د.نادي شلقامي
في حدثٍ ثقافيٍ عالميٍ ضخم، وُصف بأنه «أحد أعظم الافتتاحات الثقافية في هذا القرن» من قبل شبكة «سي بي إس نيوز» الأمريكية، أزاحت مصر الستار عن صرحها العظيم، المتحف المصري الكبير (GEM). يُمثل هذا الافتتاح تتويجًا لرحلة عمل دامت أكثر من ثلاثة عقود، وهو إنجاز معماري وتاريخي تجاوزت تكلفته الإجمالية حاجز المليار دولار أمريكي.
هذا الصرح المتحفي، الذي يُعد الأكبر في العالم المخصص لاستعراض حضارة واحدة، لا يُمثل مجرد مبنى، بل هو بوابة زمنية عملاقة تمتد على مساحة شاسعة تتجاوز خمسة ملايين قدم مربعة. وقد صُمم المتحف ليغطي النطاق الكامل لـ سبعة آلاف عام من تاريخ مصر القديم، مقدمًا لزواره رحلة بانورامية فريدة تبدأ من عصور ما قبل التاريخ وتستمر وصولًا إلى الحقبة اليونانية الرومانية، جامعًا كنوزًا أثرية لا تُقدر بثمن في قلبٍ ثقافيٍ واحد. وبافتتاحه، يؤكد المتحف المصري الكبير مكانة مصر الريادية كمهدٍ للحضارة، ويُقدم للعالم نافذة غير مسبوقة على عظمة وتفرد إرثها العظيم.
الزائر يحتاج 70 يوميًا لمشاهدة معروضات المتحف المصري الكبير
ونقلت الشبكة عن نيفين العارف، المستشار الإعلامي لوزير السياحة والآثار، وصفها للحظة الافتتاح بأنها «يوم عظيم لمصر وللإنسانية… حلم تحقق بعد كل هذه السنوات».
وأكد التقرير أن المتحف يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية، بحيث يحتاج الزائر نحو 70 يومًا لمشاهدة جميع المعروضات.
المتحف المصري الكبير
كما أبرز التقرير تصميم المتحف المعماري الفريد على شكل مثلثات تنسجم مع الأهرامات الثلاثة، مع إطلالات بانورامية على الهضبة ومقتنيات نادرة مثل مسلة معلقة عمرها 3500 عام، والتمثال الضخم لرمسيس الثاني، والمجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون، وجناح سفن الملك خوفو الذي يعود عمره لأكثر من 4500 عام.
وتشير سي بي إس نيوز إلى أن المشروع، الذي بدأ عام 1992، واجه تحديات سياسية واقتصادية متعددة، ويأمل المسؤولون في أن يعيد المتحف إنعاش السياحة المصرية ويستقبل نحو خمسة ملايين زائر سنوياً.
ويُفتح المتحف أبوابه للجمهور ابتداءً من 4 نوفمبر، ليتيح للزوار فرصة الغوص في أسرار الحضارة المصرية القديمة، وسط ما وصفته الشبكة بـ«هدية مصر للعالم».
