كتبت/ سالي جابر
أثار مؤلف مسلسل “كارثة طبيعية” حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشره منشورًا ساخرًا نسب فيه تصريحات للمخرج العالمي كريستوفر نولان يهاجم خلالها العمل وبطلة المسلسل الفنانة جهاد حسام الدين.
المؤلف استخدم صيغة أقرب إلى الباروديا (المقال الساخر)، حيث ادّعى أن نولان كتب مقالًا في جريدة أمريكية تحمل اسم The Fake بعنوان “أنقذوا مصر قبل فوات الأوان”، وهو اسم غير موجود في الواقع، ما جعل الجمهور يدرك سريعًا أن المنشور لا يهدف إلى تقديم خبر حقيقي، بل يُستخدم كأداة ساخرة للتعليق على الانتقادات التي طالت الفنانة جهاد مؤخرًا.
وتناول المؤلف، عبر النص الساخر، فكرة الهوس بمعايير الجمال في الوسط الفني، وتوقع بعض المتابعين أن هدفه الحقيقي هو الدفاع عن بطلة المسلسل، التي ظهرت بشخصية “زوجة مصرية بلا مبالغة تجميلية”، على حد تعبيره في المنشور.
اللافت أن المؤلف استخدم اسم نولان — أحد أشهر صناع السينما العالمية — في محاولة لخلق مفارقة كوميدية، وجذب الانتباه للنقاش الدائر حول معايير الصورة في الدراما المصرية، خاصة بعد مقارنات طالت الفنانة جهاد وفنانات أخريات.
ورأى بعض المتابعين أن المنشور “إفيه ساخر” اعتمد على المبالغة والتهكم، بينما رأى آخرون أنه نقد لثقافة “الفيلتر” والبوتوكس” التي أصبحت سائدة في الصناعة، مقابل غياب الاهتمام بجودة الأداء.
حتى الآن لم يصدر تعليق من فريق العمل أو من الفنانة جهاد حسام الدين، فيما يواصل المنشور تحقيق تداول واسع عبر مواقع التواصل.
️ تعليق نقدي:
يثير المنشور الساخر الذي نشره مؤلف “كارثة طبيعية” سؤالًا أعمق من مجرد الجدل حول ممثلة، أو مقارنة بين جمال طبيعي وآخر “مصنوع”:
إنه يعكس حالة ارتباك تعيشها الدراما المصرية بين شكل الممثل و جوهر الأداء.
ففي الوقت الذي تتجه فيه صناعات درامية عالمية إلى منح الممثل حرية كاملة في الظهور بشكله الحقيقي لخدمة الدور، ما زالت الدراما العربية عالقة في هوس الصورة المثالية، حيث تُقاس قيمة الفنانة بمدى نعومة بشرتها أو ضبط زوايا وجهها أمام الكاميرا، أكثر مما تُقاس بعمق الشخصية أو صدق التعبير.
المنشور — رغم سطحيته المتعمدة — ينجح في فضح هذه المفارقة. فالكاتب لجأ إلى اسم ضخم مثل كريستوفر نولان لإظهار العبث:
هل وصلت بنا الصورة إلى حد أن ظهور امرأة “عادية” على الشاشة يُعدّ تهديدًا لصناعة التجميل، أو خطرًا على نماذج الجمال المكرسة؟
المفارقة الساخرة لا تنتقد جهاد حسام الدين، بقدر ما تنتقد عقلية المشاهد وتوقعات المنصات وضغوط المنتجين التي تدفع الفنانات دفعًا إلى قالب واحد يطمس ملامحهن الحقيقية.
المنشور يطرح، بشكل طريف، سؤالًا جادًا:
هل الفن مسؤول عن تعزيز الجمال المتكلف أم عن تقديم البشر كما هم؟
ولعل الضجة التي أثارها النص تثبت أن الجمهور نفسه بات منقسمًا بين من يفضّل الصورة المصفّاة، ومن يشتاق لعودة الدراما الواقعية التي تقف فيها الممثلة أمام الكاميرا بوجهها الحقيقي… لا بوجه “فوتوشوب”.
