د. إيمان بشير ابوكبدة
تبحث الولايات المتحدة، بالتنسيق مع عدد من حلفائها، إمكانية عقد مؤتمر دولي مخصص لإعادة إعمار قطاع غزة، في مسعى لإعادة الزخم إلى جهود تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بعد تعثر المفاوضات خلال الفترة الماضية، بحسب مصادر مطلعة.
وأفادت المصادر بأن العاصمة الأميركية واشنطن تُطرح كخيار محتمل لاستضافة المؤتمر، الذي قد يُعقد في وقت مبكر من يناير 2026، مشيرة إلى أن المشاورات لا تزال جارية في ظل حساسية الملف وتعقيداته السياسية والأمنية.
وتشارك دول عربية وإقليمية في هذه المشاورات، وفي مقدمتها مصر، التي تلعب دورًا محوريًا في مسار التهدئة، إلى جانب جهودها في تسهيل التواصل بين الأطراف المعنية، ودعم مسارات إعادة الإعمار.
ووفقًا للمصادر، تأتي هذه الخطوة ضمن ما تصفه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«المرحلة الثانية» من خطتها للسلام، والتي تركز على الانتقال من وقف الأعمال القتالية إلى التعافي المبكر وإعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الحرب.
ويتزامن هذا التوجه مع مباحثات استضافتها الدوحة مؤخرًا، ناقشت مقترحات لنشر قوة استقرار دولية في قطاع غزة، بهدف تعزيز الأمن، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، وتهيئة الظروف لإطلاق مشاريع إعادة الإعمار.
كما أشارت المعلومات إلى احتمال إسناد دور إشرافي لما يُعرف بـ«مجلس السلام»، وهو مقترح أميركي، لإدارة تمويل مشاريع الإعمار ومنح العقود، مع التركيز على إشراك شركات عالمية متخصصة في مجالي التكنولوجيا والخدمات اللوجستية.
وتجري هذه التحركات في وقت لا يزال فيه اتفاق وقف إطلاق النار، الساري منذ أكتوبر الماضي، يواجه تحديات عدة، أبرزها الاتهامات المتبادلة بخرق الاتفاق، والخلافات حول آليات إدارة وحكم قطاع غزة خلال المرحلة الانتقالية.
وترى الإدارة الأميركية أن التعهد بإعادة إعمار القطاع وتوفير فرص عمل واسعة يمكن أن يشكل حافزًا اقتصاديًا يدعم الالتزام بتهدئة طويلة الأمد، ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تحويل غزة إلى منطقة ذات طابع استثماري واقتصادي مستدام.
