كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
الحمى ليست مرضًا بحد ذاتها، وإنما استجابة طبيعية ومؤقتة من الجسم لوجود مشكلة صحية كامنة، وغالبًا ما تكون عدوى فيروسية أو بكتيرية مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا أو الالتهابات المختلفة. وفي بعض الحالات، قد ترتبط الحمى بحالات التهابية أو بارتفاع شديد في حرارة الجسم نتيجة عوامل أخرى.
تُعتبر الحمى آلية دفاعية طبيعية تساعد الجسم على مقاومة الميكروبات، لذلك لا يُنصح بمحاربتها أو خفضها بشكل عشوائي، لأن ذلك قد يُخفي أعراضًا مهمة، أو يؤخر تشخيص السبب الحقيقي للمرض. كما أن شدة الحمى أو استجابة الطفل لخافضات الحرارة لا تعكس بالضرورة خطورة العدوى أو نوعها.
هل الحمى خطيرة على الأطفال؟
في معظم الحالات، لا تُشكل الحمى خطرًا بحد ذاتها. إلا أن نسبة صغيرة من الأطفال (نحو 4%)، وتتراوح أعمارهم عادة بين 6 أشهر و5 سنوات، قد يتعرضون لما يُعرف بـالتشنجات الحرارية. وغالبًا ما تكون قصيرة المدة ولا تتجاوز 10 دقائق.
من المهم التنبيه إلى أن علاج الحمى لا يمنع حدوث التشنجات الحرارية. وفي حال حدوثها، يجب وضع الطفل على جانبه لتفادي الاختناق، وتثبيت جسمه بلطف دون محاولة إيقاف التشنج أو إدخال أي شيء في فمه.
متى نستخدم خافضات الحرارة؟
لا يُنصح بإعطاء الأدوية الخافضة للحرارة إلا في الحالات التالية:
ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ
شعور الطفل بانزعاج شديد أو ألم
يمكن استخدام الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين لتخفيف الحرارة وتحسين راحة الطفل، مع التأكيد على أن استخدامها ليس ضروريًا في جميع الحالات.
نصائح مهمة لخفض حرارة الطفل بأمان
الترطيب الجيد: احرصي على إعطاء الطفل السوائل بشكل متكرر، ويفضل أن تكون غنية بالكربوهيدرات مثل العصائر الطبيعية أو المشروبات المخفوقة. لا تجبريه على تناول الطعام الصلب.
الملابس المناسبة: ألبسي الطفل ملابس خفيفة ومريحة، وتجنبي تغطيته الزائدة حتى في حال القشعريرة.
درجة حرارة الغرفة: حافظي على جو معتدل داخل الغرفة، مع استخدام ملاءة أو بطانية خفيفة فقط.
تجنّب الطرق الخاطئة: لا يُنصح باستخدام الكمادات الباردة، أو الكحول، أو الاستحمام بالماء البارد، لأنها قد تؤدي إلى انخفاض مفاجئ وخطير في درجة الحرارة. يمكن الاكتفاء بحمام فاتر عند الحاجة.
علامات تستدعي مراجعة الطبيب فورًا
راجعي الطبيب أو الطوارئ في الحالات التالية:
ارتفاع الحرارة فوق 40° م أو انخفاضها عن 35° م
بكاء مستمر أو تهيّج شديد يصعب تهدئته
تيبس الرقبة، صداع شديد، تشنجات، فقدان الوعي، أو اضطراب في الوعي
ظهور بقع حمراء أو أرجوانية لا تختفي عند الضغط عليها
صعوبة أو تسارع شديد في التنفس
قيء أو إسهال شديد يؤدي إلى الجفاف
قلة أو انعدام التبول
إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر
استمرار الحمى أكثر من 48–72 ساعة (أو أكثر من 24–48 ساعة لدى الأطفال دون السنتين)
