د. إيمان بشير ابوكبدة
نشرت وكالة الصحة الإقليمية (ARS) الفرنسية، بأنه تم العثور على بكتيريا معوية مسببة للأمراض (البكتيريا المعوية) في المياه في زجاجات بيرييه (75 سنتيلترًا)، في مصنع جارد الواقع في فيرجيز حيث يتم إنتاج العلامة التجارية الشهيرة.
وتظل قضية المياه الملوثة تثير ضجة منذ الكشف قبل عام من قبل وحدة التحقيقات في راديو فرنسا وصحيفة لوموند عن عملية الاحتيال الواسعة النطاق التي نفذتها مجموعة نستله، والتي غضت السلطات الطرف عنها لفترة طويلة. ظهرت يوم الجمعة معلومات جديدة تتعلق بمصنع بيرييه في جارد وتلوث زجاجات العلامة التجارية، إلى درجة أن السلطات الصحية أوصت بسحب ملصق “المياه المعدنية الطبيعية”.
مئات الآلاف من الزجاجات المتضررة
وقد حدثت أيضًا حالات أخري من التلوث الجرثومي مؤخرًا. وبحسب شركة نستله فإن المنتجات المتأثرة لم يتم تسويقها بعد، وتؤكد السلطات الصحية أن مئات الآلاف من الزجاجات محجوزة حالياً وأن إتلافها قيد الدراسة.
ولم تخطر شركة نستله السلطات الصحية
وفقًا لقانون الصحة العامة، يتعين على الشركة إبلاغ السلطات الصحية فورًا في حالة وقوع حادث قد يكون له عواقب على الصحة العامة. ولكن هذا ليس ما حدث. تم الكشف عن وجود بكتيريا معوية في 11 مارس، لكن لم يتم إبلاغ وكالة الصحة الإقليمية إلا بعد مرور عشرة أيام. وينطبق الأمر نفسه على زجاجات سعة 50 سنتيلترًا: تم اكتشاف عدم الامتثال في 22 مارس ولكن لم يتم الإبلاغ عنه للوكالة حتى 4 أبريل، أي بعد أسبوعين.
وتأتي هذه الاكتشافات في لحظة حاسمة حيث يتعين على محافظ جارد، جيروم بونيه، أن يتخذ قرارًا بشأن مستقبل العلامة التجارية بيرييه، بناءً على تقرير من وكالة الصحة الإقليمية. وبحسب معلومات من وحدة التحقيقات في إذاعة فرنسا، فإن مدير هذه الوكالة أوصى بوقف ترخيص إنتاج المياه المعدنية الطبيعية بيرييه. ومن الناحية العملية، فإن هذا يعني نهاية العلامة التجارية الشهيرة للمياه الغازية.
اكتشافات تضاف إلى قائمة طويلة من الإخفاقات
وبسبب تلوثها، كان من غير المناسب تسويق المياه التي تستغلها شركة نستله على أنها مياه معدنية طبيعية لفترة طويلة من الزمن. وهذا هو السبب أيضًا وراء قيام شركة نستله بتركيب مرشحات غير قانونية في مصانعها لتطهير المياه الملوثة. هذا الخداع معروف للحكومة منذ عام 2021 . وقد حصلت شركة نستله أيضًا على إذن من الحكومة للاحتفاظ بمرشحات معينة، على الرغم من تحذيرات السلطات الصحية. ومع ذلك، فإن هذه المرشحات ليست كافية لتطهير المياه بشكل صحيح ويمكن أن تسمح للفيروسات وبعض البكتيريا بالمرور، وهو ما قد يفسر حالات التلوث في المصنع. قبل عام، اضطرت الشركة إلى تدمير 3 ملايين زجاجة بسبب التلوث البكتيري.
اتخذت إدارة مكافحة الاحتيال أخيرًا إجراءات قانونية ضد “الممارسات التي قد تشكل جرائم جنائية” في مصنع بيرييه في فيرجيز.
