د/ حمدان محمد
تعيش تركيا منذ عدة أيام على وقع زلازل متتالية تتراوح شدتها بين 6 و7 درجات على مقياس ريختر ما تسبب في حالة من الذعر والخوف الشديد بين المواطنين خاصة في المناطق الواقعة شرق البلاد ووسطها إلى جانب العاصمة الاقتصادية إسطنبول وقد تجاوز عدد الهزات الأرضية حتى الآن الخمسين هزة بعضها شعر به السكان بقوة وأدى إلى حالات هلع دفعت البعض إلى القفز من النوافذ والهرب إلى الشوارع في مشاهد وثقتها كاميرات الهواتف وبثتها وسائل الإعلام وأن السلطات التركية قد أعلنت أن الهزة الأقوى وقعت في منطقة كالي بمحافظة ملاطية بقوة بلغت 59 درجات ما أسفر عن إصابة نحو 190 شخصًا معظمهم بسبب التدافع والذعر دون تسجيل خسائر كبيرة في البنية التحتية مع وجود أضرار جزئية في بعض المباني خاصة القديمة منها ويعزى هذا النشاط الزلزالي المكثف إلى موقع تركيا الجغرافي الحساس حيث تقع على مفترق ثلاث صفائح تكتونية نشطة مما يجعلها عرضة بشكل مستمر للهزات الأرضية ويرى الخبراء أن ما يحدث الآن هو جزء من دورة زلزالية تمتد لـ250 عامًا ويحذرون من أن زلزالًا كبيرًا قد يكون وشيكًا خاصة في مناطق مثل كارلوفا وأرزينجان وقد دعت الحكومة المواطنين إلى التزام الهدوء وأكدت اتخاذ كافة التدابير الاحترازية للتعامل مع أي طارئ في حين تعمل فرق الدفاع المدني على تقييم الأضرار وتقديم المساعدة للمواطنين وسط دعوات من العلماء بضرورة تعزيز البنية التحتية وتحديث المباني القديمة لتفادي كارثة كبرى مستقبلًا وأن الوضع في تركيا يذكرنا بأهمية الاستعداد الدائم لمثل هذه الكوارث الطبيعية فالهزة التي تستغرق ثوان قد تغير وجه مدينة بأكملها والمجتمعات الآمنة هي التي تستعد قبل وقوع الزلزال لا بعده
