كتبت ـ مها سمير
أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، تعليمات صريحة للجيش بمواصلة التقدم داخل قطاع غزة، مؤكدًا أن العمليات ستستمر بلا توقف ودون النظر لأي مفاوضات جارية، في موقف يشير إلى رفض واضح لأي حلول سياسية في الوقت الراهن.
وقال كاتس، في تصريحات خلال مساء ما يسمى “عيد الأسابيع” العبري:
“الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ عملياته بقوة شديدة في غزة، يدكّ مواقع العدو، ويمهد الطريق أمام القوات البرية المتقدمة”.
وأضاف بلهجة تصعيدية:
“أوعزت للجيش بالتقدم نحو كافة الأهداف داخل غزة، دون ربط بأي مسار تفاوضي، وباستخدام جميع الوسائل الجوية والبرية والبحرية اللازمة، لضمان حماية جنودنا وسحق حماس بالكامل”.
وختم تصريحه بالقول:
“من قتل وذبح الإسرائيليين سيدفع الثمن كاملاً. وكما قلت سابقًا: إما أن تفرج حماس عن الرهائن، أو تُدمر تمامًا.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 54,418 شهيدًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، في حين تخطّى عدد المصابين حاجز 124,190 جريحًا.
وأضافت الوزارة أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني ما زالت عاجزة عن الوصول إلى العديد من المناطق بسبب القصف المستمر، مشيرة إلى وجود عدد غير معلوم من الضحايا تحت الأنقاض.
وخلال الـ24 ساعة الماضية فقط، استقبلت مستشفيات غزة 37 شهيدًا – من بينهم خمسة جثامين انتُشلت من تحت الركام – إضافة إلى 136 إصابة جديدة، وسط انهيار متواصل للمنظومة الصحية بفعل القصف الإسرائيلي الممنهج.
تحركات كاتس وتصريحاته تشير إلى تحوّل واضح في النهج الإسرائيلي من التعامل مع ملف غزة، إذ تتجاهل القيادة العسكرية والسياسية أي جهود دولية حالية للتهدئة أو تبادل الأسرى، وتُصرّ على الحسم العسكري كخيار وحيد، في وقتٍ تتزايد فيه الأصوات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وبينما يغرق القطاع في الدمار، يبدو أن الأفق السياسي يزداد انسدادًا، مع تمسك حكومة الاحتلال بنهج القوة، ورفضها لكل الوساطات، مما يُنذر بأيام دامية مقبلة تُهدد الأمن الإقليمي برمّته.
