د/حسين السيد عطيه
أعلنت شركة تويوتا موتور اليابانية وشركات المجموعة التابعة لها، يوم الثلاثاء، عن عزمها تحويل شركة تويوتا للصناعات، المتخصصة في تصنيع الآلات، إلى شركة خاصة من خلال عرض شراء شامل، في خطوة تهدف إلى إعادة هيكلة علاقات رأس المال المعقدة داخل المجموعة.
وتُقدّر التكلفة الإجمالية لعملية الاستحواذ بنحو 4.7 تريليون ين (ما يعادل 33 مليار دولار)، ما يجعلها واحدة من أكبر عمليات إعادة التنظيم الداخلي في تاريخ الشركات اليابانية. وقد وافقت شركة تويوتا للصناعات على العرض، المتوقع أن يبدأ تنفيذه في أوائل ديسمبر.
ومن بين المشاركين في عملية الاستحواذ رئيس مجلس إدارة تويوتا موتور، أكيو تويودا، إضافة إلى عدد من الشركات التابعة للمجموعة، من بينها شركتا ”أيسين“ و”دينسو“ المتخصصتان في تصنيع قطع غيار السيارات، وشركة ”تويوتا تسوشو“ التجارية.
تأسست تويوتا للصناعات في عام 1926 على يد ساكيتشي تويودا، المخترع الصناعي ومؤسس مجموعة تويوتا، وقد كانت الشركة الأم التي انبثقت منها لاحقًا شركة تويوتا موتور، التي بدأت كقسم لتصنيع السيارات ضمن الشركة الأم.
ونظرًا لهذا الأصل المشترك، ظلت تويوتا للصناعات تحتفظ بعلاقات ملكية متشابكة وطويلة الأمد مع العديد من شركات مجموعة تويوتا، ما خلق بنية رأسمالية معقدة أثرت على مرونة اتخاذ القرار وكفاءة تخصيص الموارد.
ويُعتقد أن هذا القرار جزء من استراتيجية أوسع تسعى من خلالها تويوتا إلى تعزيز حوكمتها المؤسسية، وتبسيط هيكل الملكية داخل المجموعة، وتحسين القدرة التنافسية في الأسواق العالمية، خصوصًا في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع السيارات، بما في ذلك التحول نحو المركبات الكهربائية والتقنيات الرقمية.
ويرى محللون أن توحيد الهيكل الرأسمالي سيسمح لتويوتا بتوجيه استثماراتها بشكل أكثر فاعلية، وتسريع الابتكار في سلاسل الإمداد والتقنيات المستقبلية، إضافة إلى تعزيز التكامل بين الشركات التابعة وتحقيق مزيد من الكفاءة التشغيلية.
