طهران تهدّد بقصف قواعد لدول إقليمية دعمت الهجوم الإسرائيلي

كتب / عادل النمر
في تطور خطير قد يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية واسعة، وجّهت إيران تهديدًا مباشرًا إلى عدد من الدول الإقليمية، محذّرة من استخدام أراضيها أو قواعدها الجوية لدعم أي هجمات ضد الأراضي الإيرانية، وذلك في أعقاب الضربة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على مواقع داخل إيران.
وكانت إسرائيل قد نفّذت هجومًا جويًا واسع النطاق يوم 13 يونيو 2025، استهدف منشآت نووية وعسكرية في طهران وأصفهان، وأدى إلى مقتل عدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب أضرار وصفتها وسائل إعلام إيرانية بـ”البالغة”.
ردًّا على ذلك، أطلقت طهران عشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة تجاه إسرائيل، لكن الأخطر جاء في البيان الرسمي الصادر عن وزارة الدفاع الإيرانية، والذي أكدت فيه أن أي دولة في المنطقة تسمح باستخدام أراضيها أو أجوائها لضرب إيران، ستُعدّ شريكة في العدوان وستواجه ردًا مباشرًا.
مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن التحذيرات الإيرانية شملت صراحة كلاً من الأردن، والإمارات، والسعودية، وقطر، في ضوء احتمال مشاركة أو استضافة قواعد جوية استخدمت لشنّ الهجوم أو لتوفير دعم استخباراتي. من جانبها، أبدت الولايات المتحدة قلقًا بالغًا من اتساع رقعة التصعيد، ووجهت تحذيرًا لحلفائها بعدم الانخراط في أي أعمال عسكرية قد تستفز طهران، خاصة أن إيران أعلنت أنها لن تلتزم بضبط النفس حال تكرار الهجوم.
ويرى مراقبون أن هذا التهديد الإيراني يمثل تصعيدًا جديدًا في طبيعة المواجهة، حيث تحاول طهران فرض معادلة ردع جديدة، لا تشمل إسرائيل فقط، بل تمتد لأي طرف يسهم -بشكل مباشر أو غير مباشر– في العمل العسكري ضدها. وفي الوقت الذي شددت فيه طهران على أنها لا تسعى لحرب إقليمية، فإنها أكدت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استُهدفت سيادتها من أي اتجاه.
حتى اللحظة، لم تصدر تصريحات رسمية من الرياض أو أبوظبي أو عمان أو الدوحة، إلا أن مصادر خليجية أكدت أن التنسيق الأمني مع واشنطن وإسرائيل يخضع لمراجعة دقيقة في ظل الوضع المتفجر.
التهديد الإيراني الأخير بنقل الصراع إلى قواعد دول إقليمية يرفع منسوب التوتر في المنطقة إلى مستوى غير مسبوق، ويضع دول الخليج والأردن أمام معادلة دقيقة: إما الحياد، أو تحمّل تبعات الانخراط في الصراع الإسرائيلي الإيراني المتصاعد.