مصطفى البلكي يتألق في قائمة “كتارا” الطويلة بروايته “سبع حركات للقسوة”

رانيا ضيف
في إنجازٍ جديدٍ يضاف إلى رصيد الأدباء المصريين، تأهل الروائي القدير مصطفى البلكي إلى القائمة الطويلة (18 عملًا) لفئة الروايات المنشورة في الدورة الحادية عشرة لجائزة كتارا للرواية العربية 2025، وذلك عن روايته “سبع حركات للقسوة”.
“سبع حركات للقسوة” رواية غائرة في عمق الحرب وارتداداتها النفسية. تسرد بالتفصيل قصة امرأة فقدت أفراد أسرتها، وأُسرت لدى أحد أطراف الصراع، لتبدأ بعدها رحلة مع امرأتين أخرتين، وتصنف مصائرهن في دوامة من الألم والانكسار والرغبة في الانتقام. الرواية تُنهي حبكة مؤثرة حين ترتبط البطلة بمن قتل زوجها – علاقة تسير بين الحب والكراهية في آنٍ واحد.
وقد قال البلكي في حديث خاص:
“كل مبدع يتمنى أن يُتوّج عمله بجائزة… التقدير يحفزني، والقائمة الطويلة هذا العام تضم أسماء كبيرة، ويسعدني أن أكون بينهم.”
الجدير بالذكر أن مصطفى البلكي يمتلك إنجازًا أدبيًا متنوعًا وتشمل رواياته: “الجمل هام للنبي”، “بياع الملاح”، “سيدة الوشم”، “البهيجي”، “نفيسة البيضا”، “طوق من مسد”، و”سيرة الناطوري” . حاز البلكي على عدة جوائز مرموقة مثل: جائزة هيئة قصور الثقافة، جائزة اتحاد الكتاب، إحسان عبد القدوس، ساقية الصاوي، وبهاء طاهر .
كما اشتُهر بأسلوبه الخاص الذي يدمج بين البيئة الصعيدية وتاريخها الشعبي – ما جعله يصف نفسه بأنه “صنيعة النساء”، انطلاقًا من تأثره بجدة الحكاية التي ربتّه.
حافظ مصطفى البلكي على جذوره في الصعيد، مستُلهمًا من نساء القرية والبيئة المحلية. وطبيعة عمله كمختص كيميائي في أسيوط أتاح له تفاعلًا فكريًا فريدًا بين العلم والأدب وتجلى ذلك في كتاباته وإنتاجه الأدبي . واستمد حبه للسرد من جدته، التي كانت تغذيه بحكايات تفيض بالمشاعر، وترتبط بتاريخ القرية وروحها.
“سبع حركات للقسوة” ليست مجرد رواية عن الحرب، بل حكاية إنسانية متقنة تعالج القسوة بصوت المرأة ومعاناتها. تأهلها للقائمة الطويلة يُعد تقديرا لمسار البلكي وقيمته الأدبية كصوت صادق يُحاكي الذاكرة الشعبية ويحفر في وجدان القارئ.