تونس تستيقظ على جريمة تقشعر لها الأبدان

د/ حمدان محمد
في جريمة تقشعر لها الأبدان وتهز الضمير الإنساني شهدت منطقة السبيخة بولاية القيروان في تونس واحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة بعدما أقدم زوج على فقء عيني زوجته مستخدمًا شوكة طعام بدافع وهم سخيف زرعه في ذهنه أحد المشعوذين طمعًا في استخراج ما يسمى كنز الجن وأن الضحية شابة تونسية تبلغ من العمر تسعة وعشرين عامًا كانت تعيش حياة هادئة قبل أن تتحول إلى مشهد مأساوي يعجز اللسان عن وصفه بعدما تحوّل زوجها إلى وحش بشري بعد أن صدّق خرافات المشعوذين الذين أوهموه أن هناك كنزًا مدفونًا في المنطقة لا يمكن استخراجه إلا بتقديم قربان بشري متمثل في عيني امرأة تحمل علامة مميزة على جسدها وكانت زوجته للأسف تحمل هذه العلامة وفي لحظة من الهوس والجنون استغل الزوج خلو المنزل وانهال على زوجته ضربًا وكسر أطرافها حتى شلت حركتها ثم استل شوكة الطعام وفقأ بها عينيها واحدة تلو الأخرى بطريقة وحشية لا تصدر إلا عن قلب منزوع الرحمة ولم يكتف بذلك بل وضع عينيها في كيس بلاستيكي وتوجه بهما إلى المشعوذ الذي وعده بفتح أبواب الكنز لكن صرخات الضحية المدويّة جذبت انتباه الجيران الذين هرعوا لإنقاذها ونقلها إلى المستشفى حيث خضعت لتدخل طبي عاجل أنقذ حياتها لكنها فقدت بصرها إلى الأبد وأن السلطات التونسية تحركت بسرعة وألقت القبض على الزوج وفتحت تحقيقًا مع المشعوذ في حين أثارت الحادثة غضبًا شعبيًا واسعًا وسط دعوات بتوقيع أقسى العقوبات على الجاني وكل من تورط في هذه الجريمة البشعة التي تعيد إلى الواجهة خطورة انتشار الشعوذة والدجل وجهل بعض الناس الذي قد يقود إلى جرائم تفوق الخيال