كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة 

الدهون الثلاثية هي نوع من الدهون الموجودة في مجرى الدم وخلايا الجسم. غالبًا ما يتم الخلط بينها وبين الكوليسترول، لكن لكل منهما دور مختلف. فبينما يُستخدم الكوليسترول لبناء الخلايا، تُعتبر الدهون الثلاثية المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم.

أهمية الدهون الثلاثية ودورها في الجسم

تعد الدهون الثلاثية جزءاً أساسياً من عملية الأيض، وتلعب دوراً حيوياً في توفير الطاقة اللازمة لوظائف الجسم المختلفة:

مصدر الطاقة: عند تناول الطعام، يقوم الجسم بتحويل السعرات الحرارية الزائدة التي لا يحتاجها فوراً إلى دهون ثلاثية، ويخزنها في الخلايا الدهنية. عندما يحتاج الجسم إلى الطاقة، تقوم الهرمونات بإطلاق هذه الدهون المخزنة.

عزل وحماية: تُخزّن الدهون الثلاثية تحت الجلد، مما يساعد على عزل الجسم وحمايته من درجات الحرارة المنخفضة. كما أنها تشكل طبقة واقية حول الأعضاء الحيوية.

امتصاص الفيتامينات: تساعد الدهون الثلاثية الجسم على امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون، مثل فيتامينات (أ) و(د) و(هـ) و(ك).

أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية

في حين أن وجود الدهون الثلاثية ضروري، فإن ارتفاع مستوياتها عن المعدل الطبيعي (أقل من 150 ملجم/ديسيلتر) قد يشكل خطراً كبيراً على الصحة. من أبرز العوامل التي تسبب ارتفاعها:

النظام الغذائي غير الصحي: الإفراط في تناول السكريات، الكربوهيدرات المكررة (مثل الخبز الأبيض والمعجنات)، والدهون المشبعة والمتحولة هو السبب الأبرز. تتحول هذه الأطعمة بسرعة إلى دهون ثلاثية في الكبد.

زيادة الوزن والسمنة: ترتبط زيادة الوزن بشكل مباشر بارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، خاصة الدهون المتراكمة في منطقة البطن.

قلة النشاط البدني: عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يقلل من حرق السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى تحويلها وتخزينها كدهون ثلاثية.

شرب الكحول: يرفع الكحول بشكل كبير من مستويات الدهون الثلاثية في الدم، حتى لو كان بكميات قليلة.

التدخين: يؤثر التدخين سلبًا على مستويات الدهون في الجسم بشكل عام.

 الحالات الطبية والأدوية: قد تسبب بعض الأمراض مثل السكري غير المتحكم به، أمراض الكلى والكبد، وكسل الغدة الدرقية ارتفاعًا في الدهون الثلاثية. كما أن بعض الأدوية، مثل مدرات البول أو الستيرويدات، يمكن أن يكون لها تأثير مماثل.

العوامل الوراثية: قد تلعب الوراثة دوراً في الاستعداد لارتفاع مستويات الدهون الثلاثية.

مخاطر ارتفاع الدهون الثلاثية

يعد ارتفاع الدهون الثلاثية عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية. فمع تراكم الدهون في الشرايين، تزداد احتمالية تصلبها، مما قد يؤدي إلى:

تصلب الشرايين: تتراكم الدهون والكوليسترول على جدران الشرايين، مما يضيقها ويعيق تدفق الدم.

السكتة الدماغية والنوبات القلبية: يمكن أن تتشكل جلطات دموية في الشرايين الضيقة، مما يمنع تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ.

التهاب البنكرياس الحاد: في الحالات الشديدة جداً، قد يؤدي الارتفاع المفرط في الدهون الثلاثية إلى التهاب البنكرياس.

كيفية التحكم في مستويات الدهون الثلاثية

الخبر الجيد هو أن التحكم في مستويات الدهون الثلاثية ممكن وفعال من خلال تغيير نمط الحياة:

النظام الغذائي الصحي:

قلل السكر والكربوهيدرات المكررة: تجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة والحلويات.

زد من الألياف: تناول كميات كافية من الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة.

اختر الدهون الصحية: استبدل الدهون المشبعة بزيوت صحية مثل زيت الزيتون وزيت الأفوكادو، وتناول الأسماك الغنية بأحماض أوميغا-3 (مثل السلمون والسردين) مرتين في الأسبوع.

 الإقلاع الكحول: الإقلاع عن شرب الكحول.

النشاط البدني المنتظم

مارس الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا، مثل المشي السريع، الركض، أو السباحة. تساعد التمارين الهوائية في خفض الدهون الثلاثية بشكل فعال.

فقدان الوزن

حتى خسارة 5-10% من وزن الجسم يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في مستويات الدهون الثلاثية.

التعامل مع الحالات الطبية

إذا كنت تعاني من السكري أو غيره من الأمراض المزمنة، فمن المهم جدًا التحكم فيها بشكل جيد.

الأدوية

في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية مثل الستاتينات أو الفايبريت لخفض مستويات الدهون الثلاثية، خاصة إذا كانت مرتفعة جداً ولا تستجيب لتغييرات نمط الحياة.