
د. إيمان بشير ابوكبدة
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان حادثة مؤلمة تضاف إلى سلسلة من حوادث التخلي عن الأطفال حديثي الولادة في سوريا، حيث تُركت طفلة لا يتجاوز عمرها خمسة أيام في مستشفى المجتهد بدمشق. بدأت القصة عندما جلبت امرأة الطفلة إلى المستشفى مدعية أنها جدتها، ثم اختفت بحجة تسوية حساب مع سائق سيارة أجرة، تاركة الرضيعة وحيدة.
هذه الحادثة ليست فردية، بل هي جزء من ظاهرة متنامية تثير قلقاً عميقاً بشأن مصير الأطفال الأبرياء. وتكشف بيانات المرصد السوري لحقوق الإنسان عن حجم الأزمة، حيث وثق نشطاؤه 21 حالة تخلي عن أطفال حديثي الولادة منذ بداية عام 2025 فقط. هذه الحالات المسجلة في مختلف المناطق السورية تعكس أزمة إنسانية واسعة النطاق لا تقتصر على جهة معينة.
المأساة تكمن في الطرق التي يُعثر بها على هؤلاء الأطفال، فقد وُجد بعضهم في حاويات القمامة، أو داخل حقائب وأكياس، أو حتى أمام المساجد وعلى جوانب الطرقات. هذه الممارسات، التي وصفها المرصد بأنها “لا تمت للإنسانية بصلة”، تشير إلى وضع اجتماعي وإنساني متدهور، وتُلقي بظلالها على مستقبل هؤلاء الأطفال.
هذه الحوادث المتكررة تُسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى معالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، وتوفير الدعم اللازم للعائلات والأمهات، وحماية حقوق الأطفال كأولوية قصوى.