كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
تُعد الاغتيالات السياسية جزءًا مأساويًا من تاريخ الولايات المتحدة، حيث تركت بصماتها العميقة على المشهد السياسي والمجتمعي. لم تكن هذه الأحداث مجرد جرائم فردية، بل كانت لحظات فاصلة غيرت مسار التاريخ الأمريكي. من رؤساء مؤثرين إلى قادة حقوقيين، استهدفت الاغتيالات شخصيات بارزة كان لها تأثير كبير على البلاد.
اغتيال الرؤساء
شهدت الولايات المتحدة اغتيال أربعة رؤساء خلال فترات مختلفة، مما أثار صدمة واسعة النطاق:
أبراهام لينكولن (1865): اغتيل بعد أيام قليلة من انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية. كان اغتياله على يد الممثل جون ويلكس بوث بمثابة صدمة كبيرة للبلاد التي كانت تحاول التعافي من الحرب.
جيمس جارفيلد (1881): توفي متأثراً بجروح أصيب بها بعد إطلاق النار عليه من قبل محامٍ غير راضٍ. أدى موته إلى تسليط الضوء على الحاجة إلى إصلاح الخدمة المدنية.
ويليام ماكينلي (1901): اغتيل على يد لاسلطوي، مما أدى إلى صعود ثيودور روزفلت إلى الرئاسة.
جون ف. كينيدي (1963): يُعد اغتياله أحد أشهر وأكثر الاغتيالات غموضًا في التاريخ الأمريكي. لا تزال الظروف المحيطة بمقتله في دالاس بولاية تكساس موضوعًا للعديد من نظريات المؤامرة.
اغتيالات قادة الحقوق المدنية
لم تقتصر الاغتيالات على الرؤساء، بل شملت أيضًا شخصيات كانت تقود حركات اجتماعية مهمة:
مالكوم إكس (1965): ناشط أمريكي مسلم وزعيم لحقوق الإنسان اغتيل أثناء إلقاء خطاب في نيويورك.
مارتن لوثر كينغ الابن (1968): اغتيل الزعيم البارز لحركة الحقوق المدنية في ممفيس بولاية تينيسي، مما أثار موجة من الاحتجاجات وأعمال الشغب في جميع أنحاء البلاد.
اغتيال روبرت كينيدي
روبرت ف. كينيدي (1968): اغتيل بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا. كان اغتياله ضربة أخرى لعائلة كينيدي وأثر بشكل كبير على سباق الرئاسة في ذلك العام.
لقد تركت هذه الاغتيالات ندوبًا عميقة في الذاكرة الجماعية للأمة الأمريكية، وكشفت عن التوترات والانقسامات التي كانت موجودة في المجتمع. وقد أدت كل جريمة إلى تغييرات سياسية واجتماعية، سواء كانت في تعزيز قوانين الأمن أو في إثارة نقاشات حول العنف ودوافعه.