الأربعاء 2 ربيع الثاني 1447 | 24 - سبتمبر - 2025 - 2:57 ص
الرئيسيةالأسرة والطفلأسرار الحوار مع المراهقين: كيف تكسب ثقة ابنك بدلًا من خسارته؟

أسرار الحوار مع المراهقين: كيف تكسب ثقة ابنك بدلًا من خسارته؟

 

كتبت/ سالي جابر
أخصائية نفسية

المراهقة مرحلة انتقالية صاخبة، فيها يفتش الأبناء عن هويتهم الخاصة ويختبرون حدودهم مع الأسرة والمجتمع. كثير من الآباء يشكون: “ابني لم يعد يسمع كلامي”، أو “ابنتي لا تحكي لي شيئًا كما كانت من قبل.”
لكن الحقيقة أن الحل لا يكمن في فرض الأوامر، بل في فن الحوار.

– أسرار الحوار الناجح:

1- استمع قبل أن تتكلم:
المراهق يريد أن يشعر أن صوته مسموع، لا أن يُحاكم على كل كلمة. الإصغاء الجيد يفتح أبوابًا مغلقة أكثر مما يفتحها النقاش الصاخب.

2- تجنّب لغة الاتهام:
الجمل مثل: “أنت دائمًا مخطئ” أو “لن تفلح أبدًا” تدفع المراهق للتمرد. استبدلها بعبارات مثل: “أنا قلق عليك” أو “أريد أن أفهم وجهة نظرك.”

3-اختر وقتًا مناسبًا:
لا تحاول فتح نقاش وأنت غاضب أو وهو متوتر. وجبة هادئة أو نزهة قصيرة قد تكون مدخلًا مثاليًا لحوار صادق.

4- شارك لا تُلقِ محاضرة:
المراهق لا يحب أن يُعامَل كطفل صغير، لذلك شاركه خبراتك بصيغة قصص وتجارب، بدلًا من الأوامر الجافة.

5- اترك له مساحة:
الثقة تُبنى بالمسؤولية. أعطِه فرصة يقرر في أمور بسيطة، وسيأتي ليشاركك في القرارات الأكبر.

– مواقف عملية في الحوار مع المراهقيين:
الموقف الأول: العودة من المدرسة
الأب يسأل ابنه:

الأب: “إزيك يا حبيبي، يومك كان عامل إزاي في المدرسة؟”

الابن (بضيق): “عادي… مفيش جديد.”
الحل: بدل الضغط بأسئلة متكررة، يقول الأب:

الأب: “أنا زمان كنت برجع متضايق من مادة الرياضيات، بتحس بنفس الإحساس أحيانًا؟”
بهذه الطريقة فتح باب حوار غير مباشر، وخلى الابن يحكي عن مشاعره من غير ضغط.

الموقف الثاني: الملابس أو المظهر
الأم ترى ابنتها ترتدي ملابس لا تعجبها:
الأم (بانفعال): “إزاي تلبسي كده؟ دا غير لائق!”
البنت (بغضب): “أنا حرة!”
الحل:
الأم (بهدوء): “ذوقك جميل، بس مهم كمان يكون مناسب للمكان. تحبي نختار مع بعض لبس يخليكي مرتاحة وفي نفس الوقت أنيق؟”
كده الحوار يتحول لتعاون بدل صدام.

الموقف الثالث: الخروج مع الأصدقاء
الابن يطلب الخروج في وقت متأخر:
الأب: “الساعة دي متأخرة، وأنا قلقان عليك.”

الابن: “كل أصحابي بينزلوا!”
الحل:
الأب: “أنا فاهم إنك عايز تكون معاهم، خلينا نتفق على ميعاد ترجع فيه يريحني ويخليك مبسوط.”
هنا الأب وضّح قلقه، وترك مساحة للتفاهم بدل كلمة “ممنوع وخلاص”.

الحوار مع المراهق ليس معركة، بل جسرًا يمتد بين عالمين: عالم الأهل وعالم الأبناء. ومن ينجح في بناء هذا الجسر، سيكسب صداقة تدوم مدى الحياة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا