كتبت ـ مها سمير
أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم السبت 13 سبتمبر 2025، أن مدينة غزة قد أصبحت “منطقة حمراء”، في إشارة إلى أنها باتت منطقة قتال شديد الخطورة تستدعي مغادرتها فورًا. وجاء هذا التصريح من المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، وسط تكثيف العمليات العسكرية في القطاع.
شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على عدد من الأبراج السكنية في غرب غزة، من بينها أبراج يُزعم أنَّها تستخدمها حركة حماس لأغراض عسكرية أو استخباراتية. من بين الأبراج التي تم استهدافها: برج النور قرب وزارة التربية والتعليم في حي تل الهوى، إضافة إلى أبراج السوسي، مشتهى، والرؤيا السكنية–التجارية.
تأتي هذه الضربات بعد تحذيرات سابقة من الجيش تطالب بإخلاء المناطق المستهدفة بحجة تواجد بنى تحتية لحماس فيها.
حذّر الجيش مرارًا وتكرارًا المدنيين من البقاء في أجزاء من غزة التي وصفها بأنها “مناطق قتال”، ودعاهم للانتقال إلى الجنوب، تحديدًا إلى موافِس، التي وصفها بأنها “منطقة إنسانية”.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا من مدينة غزة والمناطق المحيطة بها في الأسابيع الأخيرة. كثير منهم غادروا خوفًا من الضربات الجوية، أو بعد تلقي تحذيرات بإخلاء أجزاء واسعة من المدينة.
الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تُبلغ بأن الوضع تدهور كثيرًا، خاصة مع تزايد التدمير للبنية التحتية، وانقطاع الخدمات الأساسية، ونقص الغذاء والعناية الصحية.
تصريحات رسمية
المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي استخدم عبارة “منطقة قتال خطيرة” لوصف مدينة غزة، مؤكدًا ضرورة مغادرتها وحماية المدنيين.
الجيش يؤكد أن الهدف من الضربات “المحددة” هو تخفيض قدرات حماس العسكرية، بحسب بيانه الصادر مؤخرا.
حتى الآن، تصريحات الجيش الإسرائيلي مفصلة في بيانات رسمية وعلى منصات التواصل، وهي مطابقة في أجزاء كبيرة مع تقارير صحفية دولية (رويترز، أسوشييتد برس، الجزيرة، وغيرها). ولكن:
لا توجد حتى الآن تأكيدات مستقلة موثوقة لكل موقع استهداف ذُكر، خصوصًا المزاعم المتعلقة باستخدام بعض الأبراج كمراكز استخباراتية لحركة حماس، حيث تنفيها المصادر الفلسطينية في بعض الحالات.
المنظمات الإنسانية قلقة من أن الدعوات لإخلاء المناطق تُفاقم الأزمة الإنسانية، إذ إن الكثير من المدنيين لا يمكنهم التنقل بسهولة، بعضهم لا يملك وسيلة، والبعض الآخر مخاوفه من أن تكون المناطق التي يُطلب منهم الانتقال إليها ليست آمنة بالكامل.
المصادر الموثوقة مثل هيئات الأمم المتحدة، ووكالات الأنباء الدولية (رويترز، AP)، وحقوق الإنسان تشير إلى أن التحذيرات، والإخلاء، والاستهداف تُشير إلى تصعيد كبير في العمليات العسكرية في غزة.
