د/ حمدان محمد
مع بداية العام الدراسي الجديد تتجدد الأحلام والآمال في قلوب أبنائنا وبناتنا فهم أمل الأمة وصناع المستقبل وبالعلم يعلو شأن الإنسان وترتقي الأوطان
قال الله تعالى(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)
فجعل العلم رفعة وكرامة لأهله وبيّن أن من يسعى في طلبه فإنما يسعى في طريق الخير والبركة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة)
وأفضل العلوم هو العلم الشرعي المتمثل في تعلم القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة فهذا العلم يهدي القلوب ويزكّي النفوس ويقوّم الأخلاق وهو الذي يحفظ للإنسان عقيدته ودينه ويرشده إلى طريق الحق والخير ومع ذلك فإن بقية العلوم لا غنى عنها فهي عماد الحضارة ووسيلة بناء الأوطان فالطب يحفظ الأبدان والهندسة تعمر العمران والزراعة تضمن قوت الإنسان والعلوم الحديثة في التكنولوجيا والفضاء والاتصالات تفتح آفاق التقدم وتضع الأمم في مصاف الريادة وكلها علوم نافعة إذا أحسن الناس توظيفها وكانت في خدمة الدين والوطن والإنسانية فالمتعلم إنسان حصين لا يُخدع بسهولة ولا يستطيع أحد أن يضحك عليه خاصة في هذه الأيام التي كثرت فيها الفتن والشائعات أما الجاهل فإنه يسهل تضليله فيقضي بجهله على كل ما حوله أما طالب العلم الواعي فإنه يحمي نفسه ويحافظ على دينه ويصون وطنه ويقف سدًا منيعًا أمام أي فكر هدام وإن حب الوطن من الإيمان والعلم يزيد هذا الحب رسوخًا فالمتعلم لا يسمح لأحد أن يتكلم عن بلده بسوء ولا ينجرف خلف دعوات باطلة بل يكون عونًا لوطنه وشعبه في الرخاء والشدة وبالعلم يتحقق التعاون بين أبناء المجتمع فيرتقي الجميع وتزدهر الأوطان
فالعام الدراسي ليس مجرد بداية لكتب جديدة ودروس بل هو بداية رسالة عظيمة نؤكد فيها أن العلم عبادة ورفعة وحماية فبالعلم نرضي الله ونبني أنفسنا ونحمي وطننا ونصنع مستقبلنا