سامح بسيوني
هل سألت نفسك يومًا؟ أين تكمن تلك القوى الخارقة؟ إنها تكمن في ذاتك، وبداخلك، فالبطل الحقيقي ليس في قوته الخارقة أو ملابسه اللامعة، إنما في ذاته وفي نفسه كيف يقومها ويربيها ويهذبها وكأنها طفل في مراحله الأولى.
آدم -عليه السلام- في أول الأمر لم يكتشف تلك الحقيقة؛ لأمر أراده الله من أجل أن يتعلم الإنسان حقيقة الأمر بأن الانتصار الأول هو انتصار نفس، وعقبها انتصار على عدوه إبليس، فمن لم يستطع فهو ذاهب إلى الحرب بلا حسام.
يا لها من معادلة معضلة تحتاج إلى فيثاغورس أو الخوارزمي؛ لحلها ووضع البراهين من أجل الوصول إلى حلول تضيء لنا الطريق ونبراسًا نحتمي به من وحوش ربما تكون مختبئة في أفكارك أو بين أصدقائك أو حتى تصرفاتك.
فعندما تعجز عن تلك الحلول ستصاب بجفاف لا ترويه أنهار، وستظهر على وجهك لفحة الشمس، وتكون عرضة للانحراف، كبيت بُني على جرف هار أو احتماء خلف خيوط العنكبوت وهي أوهن البيوت لو كانوا يعلمون.
فعندما يدرك العاقل تلك الحقيقة يكون مثل من فرّ من قسورة وتجددت له الحياة بعد يأس سكن القلوب وغربة تدمع لها العيون.
أما الحائر فهو كزارع زرع واجتهد، وبعدها أكلت الآفات زرعه، فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها.
فهل من أمل أن نخرج من داخلنا تلك القوة الخارقة؛ لتكون نبراسًا وعونًا، ومنارة يهتدي بها الحائرون، وسيفًا لكل ضعيف، وبسمة لكل حزين، ونجاة للغارقين وجسر أمل وعبورًا بعد نكسة السنين؟! أم سنظل في بحر لُجّيّ مليء بالظلمات؛ ننتظر غواصة النجاة لتحملنا إلى شاطئ الأمان؟