د.نادي شلقامي
في خطوة دبلوماسية تهدف إلى إرساء قواعد الاستقرار وإنهاء سنوات من النزاع، رفعت مصر صوتها مجددًا بشأن الأزمة الليبية، مؤكدةً أن مفتاح الحل يكمن في إبعاد جميع التدخلات الخارجية. فقد شددت القاهرة على ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة فورًا ودون شروط، معتبرةً ذلك الشرط الأساسي لعودة السيادة الكاملة للبلاد. ولم يقف التأكيد المصري عند هذا الحد، بل ربطته بالمسار السياسي، داعيةً الأطراف الليبية والمجتمع الدولي إلى العمل على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن كسبيل وحيد لتوحيد المؤسسات وتشكيل حكومة منتخبة تعبر عن إرادة الشعب الليبي.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالجزائر أحمد عطاف، على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، السبت.
وأبرز اللقاء أهمية دورية انعقاد اجتماعات الآلية الثلاثية لدول جوار ليبيا، التي تضم مصر والجزائر وتونس، بما يسهم في تحقيق الاستقرار وصون وحدة وسيادة وسلامة الأراضي الليبية.
ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية،أمس السبت، أشاد الوزير عبد العاطي بالعلاقات الثنائية المميزة بين البلدين، وما يجمع الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية، مؤكداً الحرص على مواصلة جهود تعزيز العلاقات في مختلف المجالات.
وأعرب الوزيران عن التطلع إلى عقد الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة في القاهرة قريباً، بما يسهم في دفع مسار التعاون الاقتصادي والتنموي، مع الترحيب بتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب التنموية والبنية التحتية في كلا البلدين. وأكد عبد العاطي «استعداد الشركات المصرية للمشاركة في مشروعات التنمية في الجزائر بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين».
وجدد الإدانة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والانتهاكات الجسيمة في الضفة الغربية، مؤكداً ضرورة الوقف الفوري والشامل للعمليات العسكرية، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحشد الجهود الدولية لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وحرص وزير الخارجية المصري على الإشادة بالدور الجزائري خلال عضوية الجزائر غير الدائمة بمجلس الأمن، وتم بحث القضايا المطروحة على أجندة المجلس، بما يهدف إلى دعم جهود تحقيق السلم والأمن الدوليين.
كما بحث عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي، تطورات الوضع في ليبيا، باعتبارها دولة جوار مباشر لمصر وتونس، مؤكداً «أهمية الحفاظ على دورية اجتماعات آلية دول جوار ليبيا بين مصر وتونس والجزائر، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي».
ولفت وزير الخارجية المصري حرص بلاده على مواصلة العمل المشترك مع تونس للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، انطلاقاً مما يجمع البلدين من روابط تاريخية ومصير مشترك، وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويدعم العمل العربي والأفريقي المشترك.
وبحسب «الخارجية المصرية»، أشاد عبد العاطي بمخرجات الدورة الثامنة عشرة للجنة العليا المصرية – التونسية المشتركة، التي عُقدت بالقاهرة في سبتمبر (أيلول) الحالي، والتي تعد ركيزة أساسية لدفع التعاون الثنائي. ونوّه بأهمية آليات التشاور والتنسيق القائم بين الجانبين في مختلف المجالات، مشيراً إلى حرص مصر على استمرار انعقاد اللجنتين الأمنية والعسكرية المشتركتين، لما لهما من دور محوري في تبادل الخبرات ومكافحة التحديات العابرة للحدود، وعلى رأسها الإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الاتجار بالبشر.