كتبت ـ مها سمير
تصاعدت حدة التوترات في جنوب السودان، حيث حاصرت قوات الجيش، الأربعاء، مقر إقامة النائب الأول للرئيس، ريك مشار، في العاصمة جوبا، واعتقلت عددًا من حلفائه البارزين.
أفادت مصادر مطلعة بأن الاعتقالات شملت وزير النفط، بوت كانج شول، ونائب رئيس هيئة الأركان، الفريق جابرييل دوب لام، وكلاهما من الداعمين لمشار. وبحسب المتحدث باسم مشار، لم تُقدَّم أي تفسيرات رسمية لهذه الاعتقالات حتى الآن.
شهد محيط مقر إقامة مشار في حي العمارات بالعاصمة جوبا انتشارًا أمنيًا مكثفًا، حيث تمركزت قوات الأمن بشكل لافت، مما أثار قلق المراقبين حول مستقبل اتفاقية السلام الموقعة عام 2018.
عبّر المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، بال ماي دينج، عن قلقه من أن هذه التطورات قد تعرض اتفاقية السلام للخطر، مؤكدًا أن احتجاز نائب رئيس هيئة الأركان يُعد انتهاكًا للاتفاقية.
في ظل هذه التوترات، دعا المبعوثون الغربيون الأسبوع الماضي القيادات في جنوب السودان إلى خفض التصعيد وتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في البلاد.
تعيش جنوب السودان مرحلة حرجة في تاريخها السياسي، حيث تهدد هذه التطورات بزعزعة الاستقرار الهش الذي تحقق بعد سنوات من الصراع. ويبقى مستقبل اتفاقية السلام مرهونًا بقدرة الأطراف المعنية على تجاوز الخلافات والالتزام بمسار الحوار والتفاهم.
