كتبت ـ مها سمير
في تصريح مفاجئ يوم الأحد، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتفاق المحتمل لوقف الحرب في قطاع غزة بأنه «صفقة عظيمة للجميع»، مؤكداً أنها لن تكون مفيدة لإسرائيل وحدها، بل للعالم العربي والإسلامي وللمجتمع الدولي بأسره.
وقال ترمب خلال حديثه إلى الصحافيين: «إنها صفقة عظيمة لإسرائيل، وهي صفقة عظيمة للجميع… إنها صفقة عظيمة للعالم العربي والإسلامي والعالم أجمع».
وجاءت تصريحاته بعد أن أعلنت حركة حماس، عبر بيان رسمي، قبولها بعض النقاط الرئيسية من مقترحه المكوّن من 20 بندًا، من بينها وقف الحرب، وسحب القوات الإسرائيلية من غزة، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل تحرير سجناء فلسطينيين.
أعلن ترمب أن إسرائيل وافقت على «خط الانسحاب المبدئي» داخل غزة، وأنه تمّ مشاركة هذا الخط مع حماس، وأن تنفيذ وقف إطلاق النار سيبدأ فور تأكيد الحركة موافقتها.
من جهتها، أكدت حماس قبولها إطلاق جميع الرهائن (أحياء ورفات) بناء على صيغة التبادل المقترحة، كما أعربت عن استعدادها لتسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تقنيون) بإشراف عربي وإسلامي. لكنها لم تلتزم حتى الآن بمسألة تفكيك السلاح أو تنازل كامل عن السلطة.
وبينما حاول ترمب وقف التصعيد العسكري، وطلب من إسرائيل التوقف فورًا عن القصف، استمرت الضربات في بعض المناطق، مما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى في غزة رغم الهدنة المؤقتة.
وقد تعرّض ترمب لضغوطٍ دبلوماسية مكثفة، وشارك في المفاوضات مسؤولون أميركيون مثل ابنه وزوج ابنته، إضافة إلى إرسال مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى القاهرة للتنسيق مع الوسطاء العرب.
هذه الصفقة تمثل أقرب محطة منذ أشهر نحو إنهاء الصراع الدامي في غزة، إذ تراهن على التزام الأطراف بتطبيق ما تم الاتفاق عليه.
لكن التحديات لا تزال كبيرة، وأبرزها:
قضية تفكيك السلاح: وهي نقطة رفضتها حماس حتى الآن، رغم تمسك إسرائيل بها.
سقف زمني واضح لتنفيذ الانسحاب والإفراجات: ترفض حماس أن تُفرض عليها جدولة صارمة من طرف واحد.
ضرورة إشراك الفصائل الفلسطينية الأخرى لضمان اتفاق جامع ومتكامل.
إمكانية انهيار الاتفاق إذا أخل أحد الأطراف بالعهود أو تأخر في التنفيذ، مما قد يعيد التصعيد العسكري من جديد.
