كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
يتراوح ألم الإبط (تحت الإبط) بين حالات بسيطة وطبيعية لا تدعو للقلق، وحالات أخرى تستدعي الانتباه والتقييم الطبي. لفهم متى يكون هذا الألم عارضًا طبيعيًا ومتى يكون مؤشرًا لمشكلة أكبر، يجب النظر إلى طبيعة الألم والأعراض المصاحبة له.
متى يكون ألم الإبط طبيعيًا؟
يكون ألم الإبط غالبًا أمرًا طبيعيًا ومؤقتًا عندما يكون مرتبطًا بأسباب واضحة ومحددة، تشمل:
الشد أو الإجهاد العضلي: هذا هو السبب الأكثر شيوعًا. يحدث غالبًا بعد ممارسة التمارين الرياضية الشديدة، أو رفع الأوزان الثقيلة، أو القيام بحركات مفاجئة في الكتف أو الذراع. يزول الألم في هذه الحالة عادةً بالراحة أو استخدام كمادات الثلج خلال أيام قليلة.
تهيج الجلد والحساسية: يمكن أن يحدث تهيج في جلد الإبط نتيجة الحلاقة، أو استخدام مزيلات العرق أو العطور التي تحتوى على مواد كيميائية قوية، أو بسبب الاحتكاك بالملابس الضيقة والخشنة. يصاحب هذا النوع من الألم عادة احمرار أو حكة أو طفح جلدي موضعي.
الالتهابات الجلدية البسيطة: مثل ظهور دمل صغير، أو التهاب في بصيلة شعر، أو عدوى فطرية خفيفة. يكون الألم موضعيًا وحادًا في مكان الالتهاب، وقد يزول باستخدام علاجات بسيطة.
التغيرات الهرمونية (خاصة لدى النساء): من الطبيعي أن تشعر بعض النساء بألم يمتد من الثدي إلى الإبط قبل أو أثناء فترة الدورة الشهرية، أو أثناء الرضاعة. هذا الألم يكون مرتبطًا بتقلبات الهرمونات وعادةً ما يختفي بمجرد انتهاء هذه الفترة.
تضخم الغدد اللمفاوية العابر: يحتوي الإبط على غدد لمفاوية تتورم وتصبح مؤلمة كجزء من استجابة الجسم الطبيعية لمكافحة عدوى قريبة (مثل التهاب في اليد أو الذراع أو نزلة برد). بمجرد تعافي الجسم من العدوى، تعود الغدد إلى حجمها الطبيعي.
متى يستدعي ألم الإبط القلق والتدخل الطبي؟
يصبح الألم مقلقًا ويتطلب استشارة الطبيب لتقييم الحالة بشكل أعمق، خاصة إذا ترافق مع أي من العلامات التالية:
وجود كتلة أو ورم لا يزول: إذا شعرتِ بوجود كتلة صلبة تحت الإبط لا تختفي خلال أسبوعين أو ثلاثة، أو إذا كانت هذه الكتلة تتضخم تدريجياً أو تبدو غير مؤلمة عند لمسها. هذا يستدعي فحصًا طبيًا لاستبعاد الأسباب الأكثر خطورة، مثل أورام الثدي أو الأورام اللمفاوية.
الألم المستمر والمزمن: إذا كان الألم دائمًا، أو يزداد سوءًا بمرور الوقت، ولا يرتبط بأي سبب واضح أو عارض (مثل الدورة الشهرية أو الإجهاد).
أعراض العدوى الجهازية: إذا كان تضخم الغدد اللمفاوية والألم مصحوبًا بأعراض جهازية مثل حمى عالية، تعرق ليلي، فقدان غير مبرر للوزن، أو تعب وإرهاق شديد.
ألم مصحوب بأعراض قلبية: في بعض الحالات، قد يشير ألم الإبط، خاصة في الجانب الأيسر، إلى مشكلة قلبية، لا سيما إذا كان مصحوبًا بضيق في التنفس أو ألم يمتد إلى الصدر، الفك، أو الرقبة. في هذه الحالة، يجب طلب المساعدة الطبية الطارئة.
الأعراض العصبية: إذا كان الألم يمتد إلى الذراع ومصحوبًا بتنميل، خدر، أو ضعف في حركة الذراع واليد، فقد يشير ذلك إلى انضغاط في الأعصاب.
