د.نادي شلقامي
في خطوة تكسر صمت الأزمة وتستجيب لنداء الحاجة الأشد إلحاحًا، لم تكتفِ دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم الدعم الإغاثي التقليدي. تحت شعار عملية “الفارس الشهم 3″، انطلق تدخل إنساني نوعي ومؤثر للغاية: تسليم 21 صهريج مياه عملاق مباشرة إلى مصلحة مياه بلديات الساحل في قطاع غزة. هذه ليست مجرد مساعدات؛ إنها ضخ مباشر لـشريان حياة، يهدف إلى محو صورة العطش القاسية عن آلاف الأسر المتضررة والمناطق التي تجف فيها الحنفيات. تدخل إماراتي حاسم يسد عجزًا قاتلًا ويؤكد أن الإنسانية لا تعرف حدودًا في مواجهة أصعب الظروف.
وتغطي هذه الصهاريج احتياجات نحو 200 ألف نسمة؛ إذ تنقل ما يقارب 150 ألف لتر من المياه في كل رحلة، وتبلغ سعة كل صهريج 10 أمتار مكعبة، بما يسهم في ضمان وصول المياه المحلاة إلى مختلف المناطق، ويعكس التزام دولة الإمارات الدائم بدعم السكان والتخفيف من آثار الأزمة على حياتهم اليومية.
وأكد شريف النيرب، مسؤول الإعلام في عملية الفارس الشهم 3 بقطاع غزة، أن هذه المبادرة تأتي في إطار الجهود الإغاثية الإماراتية المتواصلة لتقديم الدعم لسكان القطاع والتخفيف من معاناتهم، مشيراً إلى أن العملية تواصل تقديم كل ما يلزم لضمان وصول المياه المحلاة بشكل مستمر إلى مختلف المناطق.
من جانبه، ثمّن عمر شتات، نائب المدير التنفيذي لمصلحة مياه بلديات الساحل، توقيت وصول هذه الصهاريج نظراً لتزايد الحاجة إليها في مختلف المناطق، مشيداً بدور «عملية الفارس الشهم 3» في تعزيز العمل الإنساني داخل القطاع، موجهاً الشكر لحكومة وشعب دولة الإمارات على دعمهم المتواصل ومواقفهم النبيلة في تخفيف معاناة السكان نتيجة الحرب والأزمة الراهنة.
يُذكر أن «عملية الفارس الشهم 3»، كانت قد افتتحت قبل نحو شهر خطاً جديداً لنقل المياه المحلاة من المحطة الإماراتية في العريش إلى مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، بطاقة 2 مليون غالون يومياً، لخدمة مئات الآلاف من المواطنين في مختلف مناطق القطاع.
وتجسّد هذه المبادرات النهج الإنساني الراسخ لدولة الإمارات، وحرصها المستمر على تقديم الدعم والإغاثة للشعوب الشقيقة في أوقات الأزمات، انطلاقاً من قيم التضامن والعطاء التي تميز سياستها الإنسانية عالمياً.
